العدد 4912
الأحد 27 مارس 2022
banner
“الغرفة” وأشياء أخرى!!
الأحد 27 مارس 2022

أعرف أن انتخابات مجلس إدارة بيت التجار “قد حطت أوزارها” وأنه حين تمثل هذه الصحيفة للنشر يكون كل المتنافسين قد عرفوا رؤوسهم من أخماص أقدامهم، ما لهم وما عليهم، ما يمكن أن يقدموه للقطاع الخاص، وما يمكن أن يعدوا به في دورات مقبلة بإذن الله.
أيًّا كان الرابحون، وأيًّا كان الخاسرون، فإن مملكة البحرين هي التي ربحت من دون أدنى شك، ربحت نزالاً شريفًا مهما كانت طبيعة النزال، كان الأسى أو الفرح مخيمًا على المترشحين وهؤلاء الذين نالوا حظًّا أوفر من الأصوات، أو حظًّا أقل من المتوقع بعد جهد جهيد.
المطلوب من”الغرفة” الآن ومن مجلسها الجديد ألا يتوارى خلف التصريحات، أو تحت جدران الرسميات، ألا ينزووا ولا يجيبوا عن أسئلة الشارع التجاري وأن يتعاون التاجر الكبير مع الصغير، وأجهزة “الغرفة” مع القطاعات المنتمية لها... كل القطاعات في أشد الحاجة لدور إيجابي لـ “الغرفة”، وكل القطاعات والأنشطة الاقتصادية وعلى رأسها الجامعات الخاصة، تتطلع لدور تاريخي يلعب بيت التجار فيه دور الفارس والمعين، دور المنقذ لقطاع يمكن أن يفي بكل متطلبات الدولة من احتياجاتها المالية وحركة الأسواق فيها.
دور ملاصق وموازٍ وليس دورًا مقابلاً لأدوار الجامعات، واصطفافات مسؤوليها، يدًا بيد، وكتفًا بكتف على أن نعبر سويًّا ذلك المضيق الذي انحشرنا فيها جميعًا، والذي نتج تراكميًّا وعبر السنين عن عدم فهم دقيق لطبيعة الاستثمارات في قطاع التعليم، لنوعية العقول التي اقتنعت وجاهدت من أجل أن تضيف إلى طائر الوعي الجمعي جناحًا جديدًا حتى يحلق بجناحين حكومي وخاص بدلاً من أن يحلق بجناح وحيد.
نحن مطالبون الآن والعالم يعيش حربًا لا يعلم مداها إلا الله، أن تحشد إمكاناتها، وتعمق علاقاتها وتعيد ترتيب بيتها الداخلي قبل أن تنطلق بمطالبها إلى الآخرين، كي تسأل أو تبحث عن حلول، أو كي تعثر على تعاون، أو تتحرك باتجاه تفهم مشترك لحاجات المجتمع والتجار والناس والجامعات طبعًا.
نحن ننتظر من غرفة التجارة والصناعة ذلك الدور الصريح الذي يقول كلمة واحدة، ويتفق على كلمة واحدة، ويتخذ موقفًا واحدًا، الرؤية الواضحة، والمشاهد الملتبسة، والمواقف المتضاربة جميعها جميعها ينبغي أن تخرج من إرادة محددة، ومن تنظيم مؤسسي يوفر المهمة للتاجر عندما يريد أن يحصل على معلومة، وعلى المستثمر إذا كانت لديه مشكلة أو معضلة أو قضية تستعصي على الحل.
الرسميات غير التلقائية هي التي وضعت “الغرفة” أحيانًا في مهب رياح معاكسة، في خضم أمواج متلاطمة، اكتفاؤها أو انكفائها على عدم التواصل هو الذي حدا بها إلى تلك المكانة التي مازلنا نقول إنها لا تضاهي تاريخها العريق، ولا تعادل دورها الاقتصادي الكبير، ولا تتوافق ربما مع العديد من الأنشطة والقطاعات التي مازالت تبحث لنفسها عن منقذ من خارج “البيت”، وعن معين هو أبعد ما يكون عن فهم قضايا القطاع الخاص. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية