العدد 4905
الأحد 20 مارس 2022
banner
800 وظيفة في يوم
الأحد 20 مارس 2022

لو لم يكن الأمر بيدي، ولو لم تتوافر الوطائف أمامي لقلت إنها فرقعة إعلامية، ولو لم تكن الجامعة الأهلية بالتعاون والإشراف من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في معرض يوم المهن الذي شاركت فيه 70 شركة وطنية قبل أيام لقلت إن الوظائف مجرد أضغاث أحلام وإن الشركات تسعى إلى جذب الانتباه، لكنها الحقيقة، لكنها الوظائف الـ 800 ولكنها الشركات السبعين، ولكنها بعد هذا وذاك الجامعة الأهلية التي شرفت بتأسيسها وأرأس مجلس أمنائها.
 من هنا كان لابد لي أن أصدق وأن أؤمن بل وأن أفخر بأن في بلادنا تعليم يؤهل، واقتصاد يستوعب، وشركات تلبي، ودولة تدعم، هنا يكتمل هرم البناء المؤسسي للوطن المعاصر، للفرص الذهبية غير الضائعة، للأمل الكبير الذي ينتظر كل شاب بعد أن ينهي تعليمه الجامعي بأن تعبه لن يضيع هدرا، وأن سهر الليالي لن يذهب سدى، وأن تحويشة العمر للعائلات متوسطة الحال أو محدودة الدخل لن يخيب ظنها في أبنائها، وأن هناك من يحرص على جعل المستقبل أفضل، وهناك من يعمل على أن يكون لأبنائنا فرصة عمل بعد الانتهاء من الدراسة، وأن هناك من الجامعات ما هي جديرة بأن تؤهل، أو أن تبني جيلا قادرا على استيعاب حاجات سوق العمل بل والانضمام إلى هذه السوق بكل شجاعة وإقدام وثقة بأن ما تلقاه من علوم في الجامعة، وما حصل عليه من تدريب ومعارف يؤهله لكي يكون قادرا على التعامل بمهنية واحتراف مع أية وظيفة يتم عرضها عليه.
ونحمد الله ونشكر فضله أننا في الجامعة الأهلية وعلى مدار السنوات البعيدة الماضية نجحنا مع هذا المعرض، تنظيميًا وحضوريا ومهنيًا، وجعلنا منه منصة سنوية لتوظيف خريجينا بل وخريجي الجامعات الأخرى تأكيدا لدورنا الوطني في خدمة المجتمع وردًا لفضل الوطن علينا بأنه هو الذي وفر لنا التشريعات واللوائح التي تؤهلنا للقيام بأدوارنا الثلاثة كجامعات في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع. 
ولعل حرص الدولة ممثلة في وزير العمل والشؤون الاجتماعية سعادة السيد جميل حميدان على المشاركة في هذا المعرض السنوي الخلاق، يترجم الشراكة المجتمعية بين الحكومة والقطاع الخاص، وهو ما أكده السيد الوزير وهو يتفقد المعرض المهني الكبير بالجامعة الأهلية يوم الخميس الماضي. 
إن جامعاتنا الخاصة يمكن أن تقدم للوطن الكثير فيما تمتلك من الرؤى والإمكانات، ما يجعلها قادرة على المساهمة مع الحكومة في علاج العديد من مشكلاتنا المجتمعية وعلى رأسها مشكلة البطالة، بل وتلك المشكلات الناجمة عن العجز المزمن في الموازنات العامة، من حيث أن تلك الجامعات وعددها نحو 16 جامعة تستطيع اجتذاب آلاف الطلبة من الدول الشقيقة المجاورة، فقط كل ما نحتاج إليه هو تعميم الاعتماد الأكاديمي على الجهات المعنية في تلك الدول بل وتبادل ذلك الاعتراف تلقائيا من دون تلكؤ أو انتظار أو بيروقراطية. إننا ننتظر من مسؤولينا الكثير، لأننا نستطيع أن نحقق لبلادنا أكثر، والله ولي التوفيق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .