+A
A-

"جدار الملح".. أحدث إصدارات الكاتب البحريني جعفر الهدي

صدر عن دار أوستن ماكولي بابليشرز رواية جديدة للكاتب البحريني الدكتور جعفر الهدي بعنوان "جدار الملح"، وصمم لوحة الغلاف الفنان جاسم رضا.

تقع أحداث الرواية في 221 صفحة من القطع المتوسط، وتتناول من خلال شخصياتها الرئيسية حيوات ثلاثة أصدقاء "علي" الطفل القروي صاحب الطموح اللامحدود والأمل اللامشروط، و"حسن" الصديق المقرب من "علي" وابن قريته ورفيق دربه منذ الطفولة، و"سعد" الطفل الغني الذي تعلق قلبه بصديقه "علي" لتنشأ بينهما علاقة أقرب إلى الأسرية منها إلى الصداقة.

يفتتح الكاتب روايته على مشهد علي في بيت جده الطيني وذاك الطفل الذي يلتقيه علي لأول مرة، أو "السيد الصغير" كما طاب لجده أن يناديه، لم يعلم علي عندما "شعر بزهو كئيب وهو يقارن بين ثوبه وثوب السيد، زهو يصل لحد الكآبة والألم، أحس أن داخل أعماقه جرح ينزف، جعله ذلك الجرح يضطرب بين الزهو والحزن" ودون يبقى ذاك المشهد مطبوعًا في ذاكرته إلى أجلٍ غير مسمى، يزوره في صحوه ومنامه دون إنذارِ مسبق.

وعبر بيوت الطين والأزقة الضيقة، يبدع الكاتب جعفر الهدي في رسم صورة للمجتمع البحريني بأطيافه المختلفة ليحدثنا على لسان علي عن يوميات وأحوال قريته ومدرسته وزملائه، عن عمه الأعمى، عن إخوته، عن جاره ضخم الجثة، وعن جارته زوجة الحاج أحمد وابنتها "زينب" تلك التي جرته لعالم لم يألف، ليختبر ما معنى الحب العذري ومعنى الاكتفاء بالنظرة من بعد دون الحديث ولو صدفة، أن تحب وتكتم ذاك الحب بين قلبك وقلب من تحب.

ثم ينقلنا الكاتب بحرفية إلى عالم الشباب والحياة الجامعية والسكن الجامعي، وما يدور فيها من سجالات واختلافات ثقافية وسياسية ورغبات فردية وطموحات وأحلام، وخلال تلك الفترة ينضج الطفل علي ويعي أن هناك عالمًا آخر يختلف عن "جدار الملح" صحيفته التي يهرب لها كل يوم ليحفر في أعماقه قبل الجدار غابة من العتمة والبؤس والألم ووجوهًا كثيرة لأبناء قريته ستظل في ذاكرته طويلاً.

كثيرة هي المواضيع التي يعرضها الكاتب جعفر الهدي، وبأسلوب سلس وممتع وبلغة بسيطة بعيدة عن الاستعراضات اللغوية، واستخدام اللهجة البحرينية في الحوارات بين الشخصيات، يجد القارئ نفسه يغوص في الرواية ويعيش مع أبطالها الأحداث المتتالية من حزنٍ وفرحٍ وألم.

يجدر بالذكر أن الكاتب الهدي، حاصل على دكتوراه في إدارة المعرفة من الجامعة العالمية للعلوم بلندن، باحث أكاديمي وناشط بمنظمات المجتمع المدني ومحاضر جامعي، عضو أسرة الأدباء والكتاب البحرينيين، عضو بإدارة مختبر سرديات البحرين 2020 وعضو بملتقى القصة – البحرين 2020، صدرت له العديد من الروايات والكتب والأبحاث وكذلك المقالات في مجال إدارة المعرفة والاقتصاد المعرفي في عدد من الصحف.

أما دار أوستن ماكولي بابليشرز فقد تأسست في مدينة لندن عام 2006، وسرعان ما أصبحت إحدى دور النشر الواعدة في المملكة المتحدة، والتي عملت بجد لمنح المؤلفين أفضل فرصة للنجاح في السوق المزدحمة علي نحوٍ متزايد، وعزز هذا الفرصة لفتح فرع في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية والشارقة في الإمارات العربية المتحدة. كما ارتبط اسمها بنشر الإبداع والمعرفة الحديثة الهادفة إلى مواكبة النهضة التي يشهدها العالم، ومن خلال سعيها الدائم إلي بناء سمعة مرموقة ووضع بصمة في صناعة النشر المحلية والعالمية، كما ترمي الدار على جعل شبكتها منتشرة على أوسع نطاق ممكن.