العدد 4835
الأحد 09 يناير 2022
banner
“أوميكرون”.. ومدى الاحتراز
الأحد 09 يناير 2022

رغم تخطي الإصابات بفيروس كورونا حاجز الـ 1000 إصابة، إلا أن تعاطي الفريق الوطني مع المتحور الجديد يبدو أكثر تعقلاً من جنون الانتشار الذي يتحلى به “أوميكرون” وما رافقه من متحورات لم يتم التأكد من طبيعتها.
شفافية الفريق الوطني وإعلانه اليومي عن حالة الجائحة في البحرين، وضع التطعيمات، إحصاءات الإصابات، الإشارة الضوئية المعتمدة، كل ذلك يجعلنا أكثر احترازًا ونحن نرى الأعداد وهي تتكاثر بسرعة الضوء، والإصابات تتفاقم رغم كل شيء.
نحن نعلم بعد أن أصبح لدينا خبرة قوامها السنتان في التعامل مع أدبيات تلك الجائحة بأن الوصول إلى التعافي الكامل مازال أمامه وقت، ومازالت التكهنات المتسرعة بأن “الأوميكرون” هو بداية النهاية للجائحة الكونية القاسية مازال سابقا لأوانه، حيث المتحورات المشتقة مازالت على أشدها في فرنسا وفي عدد من الدول الإفريقية وما خفي ربما أعظم.
المهم أن الاحتراز واجب، وأن خبرة السنتين لابد وأن تجنبنا آثارًا سلبية على الاقتصاد، حيث الانتقال من الفتح الاحترازي إلى الغلق المبرمج قد يكلفنا الكثير، وحيث التعامل مع الجائحة الكونية على أنها قد تتحول إلى وباء مكاني ربما تلقي بنا إلى تهلكة نحن في غنى عنها.
صناعة أو ثقافة الإبداع عند تدشين بروتوكولات التعاطي مع جائحة غامضة هو الذي يجنبنا آثارًا سلبية على البشر والحجر، وأعتقد أن اللجنة التنسيقية برئاسة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه ستكون قادرة مثلما عودتنا على إحكام قبضتها على تحركات الفيروس اللعين، وعلى التحلي بالمرونة الكافية التي تضع مصالحنا الاقتصادية على نفس المرمى من أحوالنا الصحية، هي معادلة صعبة تمكن الفريق الوطني بشفافية مرهفة من فك شفرتها، بل وتحقيق المرونة الكافية عند التحرك بخفة متناهية بين ألوان الإشارات الضوئية التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من لون جديد قد يكون البرتقالي حتى نتمكن من السيطرة على تزايد الإصابات، وبالتالي تخفيف الضغط على المرافق الصحية المستعدة تمامًا لمواجهة أي طارئ، أو أية مفاجآت قد تنجم عن زيادة الإصابات وتفاقم بعض الحالات.
إن مملكة البحرين بتوفيرها تقريبًا كل شيء يتعلق بمواجهة تلك الجائحة يدفعنا إلى التفاؤل بأن القادم سيكون أفضل، وأن التوجه لغلق غير مبرمج، أو انفتاح من دون احتراز قد يكلفنا بالتالي ما لم يكن في الحسبان.
هنا يأتي دور المواطن والمقيم، وهنا يمكن الحديث عن المؤسسات التي تتعطل أو يتباطأ فيها إنجاز المعاملات، هنا لابد أن يتسم مواطننا الواعي بوعي أكثر، باحتراز أشد، والمقيم أو الزائر العابر للحدود، أعتقد أنه أيضًا سوف يلتزم ببروتوكولات التعاطي التي تفرضها السلطات البحرينية في كل مكان بالمملكة.
المستقبل سوف يحمل لنا مزيدًا من الأمل رغم عودة الأرق، والغد الأفضل قد نراه محلقًا في سماواتنا الغائمة منذ مطلع العام الميلادي الجديد وكأن الخلطة السحرية بين الأمل والرجاء يمكن أن تكشف النقاب عن هويتها ونحن مازلنا في الأسبوع الأول من عام تحدث عنه المنجمون بكل تفاؤل، والخبراء بإيجابية نادرة، والمسئولون بمجرد أمنيات طيبة، وكل عام وأنتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية