العدد 4829
الإثنين 03 يناير 2022
banner
بحرين المحبة والتعايش والسلام
الإثنين 03 يناير 2022

نعم .. إنها مملكة الخير والمحبة والتعايش والتسامح والسلام، هي كذلك لأن قيادتنا وشعبها فطروا على العيش متكاتفين، متحابين، وتربوا وترعرعوا في كنف مضياف كريم، وسط مجتمع يقبل بالآخر ويفيض عليه، يتحاور معه من أجل أن تكون البحرين أزهى وأبهى، ويقدم له العون والدعم والمساندة حتى يصبح العالم أكثر جمالاً واقترابًا من روائع الإنسانية حيث تكون إبداعات الخالق في تمام رونقها، وإشراقات الكون في كمال أناقتها.
ونحن نقترب من عام ميلادي جديد، من ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام، ومن احتفالات العالم برسالته السمحاء التي توافقت مع رسالة نبينا محمد عليه أفضل الصلوات وأزكى السلام، خرجت علينا الصحف بخبر أثلج الصدور، ألا وهو إعادة تشكيل مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي.
الخبر عند هذه الحدود قد يكون عاديًا ويمكن أن يمر مرور الكرام على الذين لم يقتربوا من الشخصيات التي حلت، والقامات التي تشرفت بالتعيين السامي من رجل التعايش والتسامح والسلام الأول في بلادنا عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، فالمجلس وأمانته العامة يأتيان هذه المرة ليُفَعِّلا فكرًا راسخًا في مجتمع، ويُدشنان نموذجًا للممارسة القائمة على فكر، والسلوك المبني على تقاليد، والمنهج الثابت على ثقافة وطن.
لحسن الطالع أن الذين جاءوا ليشاركوا صاحب الجلالة مسئوليته في إرساء مكارم الفكر الرصين، والتعايش السلمي الرحيم، هم من أقرب المقربين لي، رئيس مجلس الأمناء والأخ الصديق ورفيق الطريق الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، الذي زاملني وزاملته في جامعة البحرين لسنوات طويلة، وأعرف جيدًا كيف أن الرجل كان ومازال وسيظل حاملاً لفكر أكاديمي مرتبط بقضايا وطنه وهموم بلاده، وآمال مجتمعه، وكيف أن التعيين السامي لشقيقي الأصغر عبدالوهاب يوسف الحواج كنائب لرئيس مجلس الأمناء قد جاء ليؤكد أن جلالة الملك قد قرأ بفراسته المعهودة ذلك الدور الذي يلعبه الشقيق عبدالوهاب في ترسيخ التواصل من خلال طبيعته التي تعشق الالتفاف حول الناس بشتى طوائفهم وجنسياتهم وفئاتهم، تمامًا مثلما يعكس تلك الروح العامرة بالإيمان لدى جلالة العاهل والتي تؤكد يومًا بعد الآخر أن بحريننا الغالية وحدة متماسكة، وأن وطننا الجميل سوف يشهد أيامًا أكثر جمالاً، وأحلامًا أكثر تحققًا، وواقعًا أكثر ازدهارًا.
ثم تعيين الصديق والأخ العزيز الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة في منصب الأمين العام للمركز يأتي منسجمًا مع تشكيلة الإدارة الجديدة ومجلس الأمناء المختار بعناية فائقة، من ملك يدرك جيدًا السباق الأممي نحو مكافحة كافة أشكال التعصب والعنصرية، وأن ذلك لن يقف أبدًا نحو حد نظرًا للاستقطابات التي خلفها التطرف والانحراف عن قيمنا العربية الأصيلة وعن ثوابتنا الوطنية الراسخة، وعن الفهم الخاطئ لديننا الإسلامي الحنيف.
وها نحن اليوم وتجسيدًا للواقع التسامحي الفريد الذي نفخر به في بلادنا ونظرًا للدور الكبير الذي يقوم به العاهل المفدى في سبيل تأطير قيمنا التسامحية والتعايشية من خلال مركز جلالته العالمي للتعايش السلمي، حصل أعزه الله على قلادة أبو بكر الصديق رضي الله عنه من الطبقة الأولى وذلك من المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر تقديرًا لجهود جلالته الإنسانية الكبيرة على المستويين الإقليمي والدولي.
هذا كله يؤكد من جديد ضرورة التفافنا جميعًا حول كل ما يضعنا في الصفوف الأولى وجنبًا إلى جنب مع جلالته في سبيل أن نحفظ للبلاد سلامها الاجتماعي، وتعايشها السلمي، وتسامحها الوطني، بحيث ينعكس ذلك الالتفاف على تحرك أكاديمي فوري نبدأه من جامعتنا الأهلية لمساندة كل ما من شأنه إنجاح الجهود والخطط الرامية لجعل مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي بمثابة المؤسسة الراعية لفكر مارسته القيادة ومارسه الشعب بفطرته وفطنته.
وأظن أنه قد حان الوقت لكي نضع الأمور في نصابها الصحيح، وأن تتحول العادات والتقاليد إلى منهج عمل، إلى فكر مؤسسي من خلال مناهج تعليمية، وبرامج تربوية، ودورات تدريبية، وعلاقات بالداخل والخارج القريب والبعيد، من أجل أن يكون لهذا العالم رسالته الإنسانية الخالصة وأن يكون لمملكتنا الغالية البحرين حق السبق في رعاية تعاليم الخالق جلّ وعلا بأن يكون لدينا إنصاف نسعى إليه، وعدالة نؤمن بها، وسلام اجتماعي نسعى لترسيخ ثقافته، وكل عام وأنتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .