+A
A-

مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.. منصة مهمة للسينما الخليجية

لم يحظ أي مهرجان بالكثير من المتابعة في منطقتنا مثل مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وهو أول مهرجان سينمائي في المملكة العربية السعودية على الإطلاق تنبأت به شخصيا مع كل التطورات التي تمر به الشقيقة

الكبرى.يُنظر إلى مهرجانات الأفلام إلى حد كبير على أنها للبهرجة أحيانا، ولكن المملكة العربية السعودية هي من بين البلدان الأكثر محافظة ثقافيا في منطقتنا، وتعرف جدة في المقام الأول كمركز تجاري ونعرفها دائما في البحرين بأنها غير أو "جدة غير"، فهي معروفة بمجموعة من المنتجعات الفندقية مع الشواطئ، وسيقام المهرجان نفسه في هذه المنطقة الساحلية الجميلة، والتي تعود إلى القرن السابع، وقد أعلن المهرجان حتى الآن عن تشكيلاته السعودية والعربية والعالمية المدهشة والكلاسيكية.

عرض مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الأولى 138 فيلما روائيا وقصيرة من 67 بلدا وبـ 34 لغة، بما في ذلك 25 عرضا عالميا. ومن بين هذه المجموعة 27 فيلما من السعودية من صانعي الأفلام المحليين الصاعدين ولعل نسبة منها كبيرة من السعوديات، وهنا يتميز هذا المهرجان بتقديم المبدعات المواطنات اللائي انطلقن بأفلام تلمس القلب وقصص كثيرة تستحق أن تُحكى وأول ما جاءتهم الفرصة انطلقن بقوة، وهنا تكمن قوة البحر الأحمر السينمائي لتكون منصة سينمائية تأخذ بأيدي الفنانين والسينمائيين للانطلاق بمشاريعهم عبر مؤسسة تقدم الأسماء قبل انطلاق المهرجان، أسماء سعودية وجدت طريقها عبر هذا المهرجان والمؤسسة، وهذا الطريق يبحث عنه جميع السينمائيين في المنطقة!

لعل خير مثال على أن مهرجان البحر الأحمر بدأ كبيرا، مشاهدتي فيلم بلوغ الذي هو فكرة مؤسسة مهرجان البحر الأحمر وصاحبة قرار ضم الـ 5 أفلام القصيرة في فيلم واحد طويل تحت عنوان "بلوغ"، الذي عرض مؤخرا في مهرجان القاهرة السينمائي بالتوازي في البحر الأحمر السينمائي، وهو  فيلم  يضم خمس قصص من خمس مخرجات سعوديات، حيث يتيح المشروع لكل مخرجة تقديم رؤيتها السينمائية الخاصة في عملية تعاون مكثف تقودها النساء، وتتناول قصصا نسائية تعكس صورة حقيقية للمرأة في المجتمع، وتستخدم كل منهن أسلوبا خاصا يعكس التنوع الحاصل في المشهد السينمائي بالسعودية عبر مهرجان يبدأ فقط سنته الأولى.

نحن اليوم في حاجة إلى الكثير من المهرجانات السينمائية، وفي حاجة أيضا إلى تنوع المهرجانات، إن السينما هي الفن الأكثر ديمقراطية، فهي تستخدم اللغة الأكثر ملاءمة للجمهور، ويمكن الوصول إليها في كل مكان ويمكن لمهرجانات الأفلام أن توطد الديمقراطية والسلام والتعريف بالتجديد وهذا ما تفعله اليوم المهرجانات الحديثة في المنطقة التي تقدم نفسها بقوة بالرغم من عمرها الصغير كالبحر الأحمر السينمائي.

وهكذا يأتي مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي لمعالجة الفجوة التي يعيشها السينمائي اليوم في انقطاع بعض المهرجانات في المنطقة بالتوازن وتغيير الصناعة من الداخل السعودي إلى الخارج، وتقوم بذلك من خلال تقديم الأسماء السعودية أولا والخليجية ودعم لجميع صناع الأفلام وتوفير منصة للأفلام، ودعم المشاريع، وتسليط الضوء على كل الحرف التي تذهب إلى إنشاء فيلم، وهذه أشياء قيمة جداً للسينمائيين حول العالم أولا ولجميع المهرجانات الخليجية كمنصة مهمة لمواصلة الإنتاج السينمائي في منطقة الخليج العربي.