العدد 4821
الأحد 26 ديسمبر 2021
banner
لا للمتسلقين
الأحد 26 ديسمبر 2021

مجالس بدأت تفتح أبوابها مجدداً بعد أن أغلقت لسنوات عديدة، وإن فتحت بشكل افتراضي.. غائبون هجروا الناس، وهجروا وصلهم والسؤال عنهم، بدأت حساباتهم في التواصل الاجتماعي تنشط بـ “بوستات” تتحدث عن مطالب المواطنين واحتياجاتهم.. آخرون بدأوا النزول ميدانيا، والمجاهرة بمطالب للناس، فما الذي يحدث؟
عام أو أقل يفصلنا عن الانتخابات، هذه هي الحقيقة المرة، والمؤسفة، والمؤلمة، والتي حولت البعض في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، لضباع لا ترى ولا تشم إلا اللحم والدم والعظام.
ولأجل ذلك، وجدت اليوم في المجتمع البحريني، حالة من الاهتمام “الموسمي” الذي يأتي لسبب، ويذهب لذات السبب، فلا الناس في الحسبان لدى هؤلاء “الضباع” ولا احتياجاتهم، إنما هي شهوة الكرسي، ومزايا الكرسي، والخصائص المالية للكرسي.
منذ سنين ونحن نرصد مثل هذه الحالات المشوهة، والتي يحاول بها المتسلقون والمتملقون وأصحاب المصالح الفردية والفئوية، أن يستثمروا أوجاع الناس لمصالحهم هم، عبر دعايات انتخابية فارغة المحتوى والهدف والنتيجة، لكنها وأقولها آسفا، حققت نتائج إيجابية لأقرانهم بتجارب سابقة، ولذلك فإن المحاولة لتكرارها مستمرة ومحمومة.
إن الذين يخدمون الناس بصدق، الناس تعرفهم جيداً، تراهم في المساجد، وفي المجالس، وفي الصحف، وفي المنصات الإعلامية، وفي كل مكان. حضورهم عفوي، وحديثهم كذلك، ومطالبهم لغيرهم أيضاً، هؤلاء هم أهل الحق، الذين لا يربطون مواقفهم، وإن علا سقفها، وارتفع، بمناسبة، أو بشخص، أو بحدث، كالانتخابات.
قلناها، ونعيدها مرارا وتكراراً، أن يعي المواطن ما له، وما عليه، وأي مجلس نيابي يفشل بتحقيق الإرادة الشعبية، فإن الناخبين هم أول من يتحمل مسؤولية هذا الفشل، لأنهم من أوصل بأصواتهم هؤلاء الأعضاء، وهم من فتح لهم الأبواب المغلقة ليصلوا إلى ما وصلوا إليه الآن.
إن الواقع الحالي، بخيره وشره، ليؤكد ضرورة الوعي والإدراك لما يجب أن يكون مستقبلاً، مع الحذر كل الحذر من المتلونين، والمتمصلحين، أولئك من يحاولون الضحك على ذقون الناس، لأجل منافعهم هم، وما أكثرهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .