العدد 4813
السبت 18 ديسمبر 2021
banner
الحمادي والعلص وبقية الشهداء
السبت 18 ديسمبر 2021

قبل عدة أعوام، كان لي شرف زيارة عائلة الشهيد هشام الحمادي رحمه الله بالرفاع، حيث التقيت والده الصبور المصلي حسن الحمادي، والتقيت أبناء الشهيد الصغار، حضنتهم يومها وقبلتهم، وقلت لجدهم إن الخير لهم قادم بإذنه تعالى، و”الله لا يضيع أجر من أحسن عملا”.
وكما أن هشام قد أفدى دمه وروحه الطاهرة للبحرين وأهلها الطيبين، فلقد تسابق زملاؤه في الداخلية وقوة دفاع البحرين وغيرها لنيل هذه المرتبة المأمولة من الجميع، في سباق الرجال، الأبطال، ذوي النفس الكريمة والغيورة.
نستذكر أسماء شابة يانعة، رحلت باكراً دون أن تمنح الفرصة لأحبائها وأقاربها وأصدقائها أن تودعها، أو تلقي عليها النظرة الأخيرة، نستذكر عبدالقادر العلص، محمد نبيل، محمد حافظ، حسن اقبال، وبقية الشهداء الأكارم، الذين تبكيهم وردة الشهيد البيضاء، ويبكيهم الوطن، وترابه، وكل بقعة فيه.
الحديث عن مآثر الشهداء، أمر صعب، والكتابة أصعب، فتكريم التضحية بالنفس أمر في نطاق المستحيل، إلا بالدعاء، وسقيا الماء، والصدقة الجارية، هؤلاء الأبطال ممن سكبت دماؤهم الطاهرة في ميادين الحق والواجب، ذودا عن البلد، وعن حياض الأمة، تهون لهم الأنفس، وكل غال، وسيظلون بالقلب، وإن طال الزمن.

وأكدت لنفسي يوم أمس الأول، وانا اعد لكتابة هذا المقال،  بأن لا يكون حضور شهداء الواجب، مرتهنا بمناسبة أو بذكرى أو بيوم بعينه، بل أن يطال كل تفاصيل الحياة، والتي استمرت، واخضرت، وازدهرت، وزانت، بفضل من الله، وبمنهم مثلهم، اموات، لكنهم أحياء عند ربهم يرزقون.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .