العدد 4777
الجمعة 12 نوفمبر 2021
banner
عام على رحيل رجل العطاء
الجمعة 12 نوفمبر 2021

في الحادي عشر من نوفمبر من العام الفائت ترجل الأمير الإنسان خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، وشكل رحيله في ذلك اليوم صدمة للكثيرين من أبناء البحرين كونه رجل دولة من طراز نادر، ولإسهاماته العديدة على كل الأصعدة الإنسانية والخيرية، وفي ذات الوقت ترك بصماته في مسيرة البحرين التنموية والحضارية والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية، وتبوأ الأمير الراحل المكانة المرموقة في المحافل الدولية نظير خدماته الإنسانية وبوصفه الرجل المحب للسلام.
لعل الكثيرين يتذكرون الوقفة التاريخية لسمو الأمير الراحل في إنجاز استقلالها وعروبتها ومن ثم أصبحت عضوا كامل العضوية في هيئة الأمم المتحدة في الحادي والعشرين من شهر سبتمبر من عام 1971م، وعضوا بجامعة الدول العربية، واتسمت شخصية الأمير الراحل بالحكمة والرؤية الثاقبة ونهج الاعتدال في معالجة القضايا الشائكة، إضافة إلى ترسيخ قيم الإخاء والتضامن الإنسانيّ، ولا أدل على هذا من الأوسمة التي منحت له وأبرزها وسام الرافدين من الدرجة الأولى من جمهورية العراق، ووسام الأرز الوطني من لبنان تقديرا لجهوده، ووسام النهضة وهو أرفع وسام أردنيّ في يناير عام 1999م، وقلادة الملك عبدالعزيز أعلى تكريم من خادم الحرمين الشريفين، ووسام القائد الأعلى من ملك ماليزيا، ووسام الفارس من ملك تايلند وغيرها، وجميعها تؤكد التقدير العالميّ لما حققه من منجزات وطنية وإنسانية. 
إن مسيرة سمو الأمير الراحل حافلة بالمنجزات الوطنية والحضارية، لذا استحق التقدير السامي من صاحب الجلالة العاهل المفدى حفظه الله ورعاه. ومن مآثر سموه الخالدة حرصه على التواصل الدائم مع أبناء شعبه وكل المواطنين وأصحاب الحاجات، يستمع لهمومهم ويلبي احتياجاتهم، وأتذكر من إنجازاته التي لا تغيب عن الذاكرة، عندما طرق بابه المصابون بـ (السكلر)، ملتمسين منه رحمه الله إقامة مبنى خاص لهم، وكانت استجابته فورية لندائهم، وتم بناء المركز بأعلى المواصفات وشعر المرضى بالسعادة الكبيرة، وهذا ليس إلاّ نموذجا بين العشرات من الأعمال الخيرية والإنسانية لرجل البذل والعطاء. ويبقى القول إنّ بصمات الراحل الكبير ستبقى مضيئة وخالدة في تاريخ البحرين وذاكرة أهلها الأوفياء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .