العدد 4767
الثلاثاء 02 نوفمبر 2021
banner
أين إنجازاتكم?
الثلاثاء 02 نوفمبر 2021

لم تكن مفاجئة لنا المداخلات البرلمانية الساخنة مع بداية عقد الدورة البرلمانية الجديدة، لسبب يبدو في غاية البساطة هو التحضير للانتخابات القادمة التي تتطلب تكريس صورة إيجابية للنائب أمام الجمهور، فالذي هو جليّ كالشمس في رابعة النهار أنه لا يوجد إنجاز حقيقي واحد للإخوة أعضاء المجلس. 
إنّ السمة الطاغية على الأداء البرلماني أنّ كل نائب يعزف بمفرده، وبالتالي ليس متوقعا من هكذا عمل أن يأتي بأي إنجاز حقيقي، وسبق أن أشرت غير مرة إلى أنّه في ظل انفراط العقد النيابيّ وعدم الالتقاء على هدف مشترك واحد أو رؤية موحدة فالفشل المحتم هو النتيجة المؤكدة، وهذا ما لمسناه على مدى الأعوام الفائتة للأسف.
الانطباع الذي استقر في الأذهان أنّ النواب تحولوا إلى “ظاهرة صوتية”، ولم يستطع أحد منهم أن يقنع أي مواطن بخلاف هذا التصور، وغالبا ما يلقي أعضاء المجلس النيابيّ باللائمة على المواطن البسيط بأنه يجهل الدور والمهمة الموكلة للنائب، والتي تتلخص في التشريع تحت قبة البرلمان وما عداها ليس من اختصاصه، بيد أنّ أحدا منهم – النواب – لم يعترف للأسف بالتقصير وما حفلت به برامجه الانتخابية.
المتأمل لما يطرح من مداخلات للأعضاء يقف على ملاحظات بينها أنّها تمس حياة المواطن ومعاناته اليومية، ويعمد البعض إلى عرض مداخلاته عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ كدليل دامغ لما يبذل من جهود، لكن صدمة المواطن أنها لم تترجم إلى واقع عمليّ، أما الذّي يدعو إلى الأسف عندما يقرر السادة النواب تشكيل لجان للتحقيق، وآخرها حول طيران الخليج، والموقعة من خمسة نواب، وحدد الطلب أربعة محاور لعمل اللجنة كإجراءات الفصل وغيرها، ورغم أنّ لدى الأعضاء يقينا أنّ اللجنة لن تثمر أية نتائج يصبو لها الأعضاء، إلاّ أن تشكيل اللجان أصبح تقليدا متبعا.
هل تساءل الأعضاء لماذا هم غير قادرين على تفعيل أهم أداة نيابية حتى الآن ألا وهي الاستجواب؟ لسنا بحاجة إلى عناء كبير، فغياب التنسيق بين الكتل يعد العامل الأهم، ناهيك عن غياب الجديّة إزاء مثل هذه المهمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية