كم كنت سعيدة حقا الجمعة الماضية وسط كم هائل من الفعاليات التي أقيمت في المملكة، ومنها حفلة الفنان الكبير راشد الماجد، ونهائي بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، بالإضافة إلى كم من الفعاليات الصغيرة في كل أنحاء البحرين، والأجمل أن الذهاب إلى تلك الفعاليات كان بانسيابية تامة وجهود تشكر عليها وزارة الداخلية في تنظيم المرور والشوارع دوما.
مثل تلك الفعاليات مؤشرات صحية وحقيقية لتنشيط السياحة ما بين سياحة داخلية وخارجية ومستدامة، وليسمح لي القارئ العزيز أن أضع قاب قوسين أو أدنى عددا من الفوائد التي تحققت وتتحقق بمثل هذه الفعاليات، ومنها ببساطة أن العدد الهائل للحضور ينعش صناديق الدخل من خلال شراء التذاكر والمأكولات والمشروبات في وقت الاستراحات، وأيضا عند تعبئة السيارات بالوقود لضمان التوجه إلى تلك الفعاليات، ناهيك عن السمعة الطيبة التي استطاعت وتستطيع في كل مرة أن تضرب وزارة الداخلية بها مثلا في إمكانياتها الهائلة في تنظيم الشوارع وعدم وقوع الحوادث أو الأزمات، حتى بعد خروج الأفراد من المباراة وهم في نشوة النصر، أو خروجهم من الحفلة وهم في نشوة الطرب، فالأمور بقيت وستبقى بإذن الله دوما تحت السيطرة.
نحن بيئة خصبة ومؤهلة للاهتمام أكثر وأكثر بمثل هذا الوقود الطيب الذي أشار له سمو ولي العهد رئيس الوزراء في خطة التعافي الاقتصادي، وهو الاهتمام بقطاع السياحة، وكعادة سموه وفي كل اجتماع مع مدراء الوزارات والحكومة الموقرة وعدد من المؤتمرات المهمة، كان له اهتمام مهيب بقطاع السياحة وما يمكنه من در الدخل ورفع الاقتصاد الوطني والإسهام في ذلك بعيدا عن قطاعات مستهلكة غير متجددة.
تلك المؤشرات التي كانت جلية الجمعة الماضية ولا تروج فقط لقطاع السياحة أو وزارة الداخلية، بل أيضا لفريق البحرين ككل من كوادر طبية بشرية في الصفوف الأولى مرورا بكل وزارات الدولة وصولا إلى كل بيت في البحرين، حيث استطعنا تحت قيادة سمو ولي العهد أن نصل إلى هذا الإنجاز المشرف بأن تعود عجلة الحياة لما كانت عليه وبنسبة عالية، وأن نحضر الفعاليات الرياضية والفنية والثقافية وغيرها، وإن دل ذلك على شيء فهو يدل على أن البحرين تمشي على خطى صحيحة، وأننا بإذن الله قادرون على التعافي والمضي قدما.