العدد 4745
الإثنين 11 أكتوبر 2021
banner
“حظائرُ” مواشي في البيوت!
الإثنين 11 أكتوبر 2021

تُعدّ تربية المواشي “المُجترة” التي تُكرّر مضغ أعلاف الطعام؛ واحدة من أكثر المشاريع التجارية التي تدرّ على أصحابها أرباحاً خيالية في الوقت الحاضر، فضلاً عن إسهامها في دعم الدخل القومي بصافي فوائدها الكبيرة بعد أنْ عُدّت للهواة والمربين من أصحاب الحظائر ومزارع الإنتاج تجارة مزدهرة، بعدما اكتسبت ميزات متنوعة في دورة رأس مالها السريعة الناتجة عن كفاءتها التناسلية العالية وحظائرها الرخيصة، واحتياجاتها الغذائية المتواضعة من جانب، وفي رفع مستوى الأمن الغذائي وتقليل استيرادها وسهولة الحصول على لحومها عالية الجودة واستقرار أسعارها والقضاء على احتكار مورديها، علاوة على رفع مستوى الوعي الغذائي الصحي للأجيال القادمة التي يتّأمل تعويدها على تناول المنتجات الطازجة عوضاً عن المعلبات المصنّعة من جانب آخر.
في المقابل، يأتي عدم تخصيص مكان دائم ومناسب، وما يُصاحبه من ضعف في الخدمات المقدمة لها من الأعلاف والماء والكهرباء والخدمات البيطرية في الكثير من دول العالم؛ على النقيض بعد انعدام ثُلاثية الأرض والوقت والطاقة التي أدّت إلى تفاقم مستويات الرعاية والمراقبة سوءاً، وتراجع منسوب التنظيف والتغذية رداءة، لعلّة “حشرها” في زرائب بالمنازل أو في حظائر قريبة من التّجمعات السكنية التي غالبا ما ينجم عن تواجدها المزعج روائح كريهة تنتشر في الأثناء، وحشرات ضارة تتطاير في الأفنية وزواحف خطيرة تنبش في البيوت المجاورة، حتى بلغت ذروتها بانتشار الأوبئة بسبب رمي النافق الميّت منها على قارعة الطريق أو المناطق السكنية المجاورة دون مراعاة لنصوص القوانين وأنظمة اللوائح الصادرة عن الجهات المعنية التي تؤكد على الصحة العامة بضرورة إزالة هذه الحظائر العشوائية وتوفير الأماكن البديلة لها، والتي تستوجب دفع الغرامات المالية من المخالفين وتثبيت المخالفات المحررة ضدّ تجاوزات الهواة ومربي المواشي وسط الأحياء السكنية بما يحفظ خصوصية وحضارية المنظر العام للمدينة، وحماية الأماكن السكنية من مساوئ بقايا الحيوانات النافقة، بل ومكاره التّجوال على ظهور بعضها في طرقات المناطق المأهولة بين القرى والأرياف على الصحة والبيئة معاً.
نافلة: 
اقتصار تربية المواشي على المزارع الخاصة أو حصرها في المناطق المخصصة، بات من النماذج الحضارية البارزة التي أسهمت بفعالية في تنظيم هذه العملية، بعدما شهدت بلادي الحبيبة البحرين توسعاً شاملاً في البنى التحتية وتطوراً متواكباً في حركة المشاريع العمرانية التي أدّت إلى تلاشي تأثيرات هذه الظاهرة – مثالاً لا حصراً - عن العمران الحديث واختفاء تداعياتها عن التجمعات السكنية المأهولة بعدما كانت تفيض بأضرارها الصحية وروائحها العفنة وحشراتها الضارة على المجتمع المحيط.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية