كما ذكرنا في مجموعة من المقالات السابقة البعثات الدراسية في مملكة البحرين منذ البدايات حتى وقتنا الحاضر، ولكي تكتمل الصورة نرى أهمية تسليط الضوء على البرامج التي تم من خلالها تنظيم وتنفيذ هذه البعثات والمنح الدراسية والتي تعود إلى أكثر من تسعة عقود، وعلى وجه التحديد إلى العام (1928م) الذي شهد إرسال أول مجموعة من المبتعثين للدراسة بالخارج، ومنذ ظهور برنامج البعثات كانت إدارة المعارف لحكومة البحرين – وعرفت بذلك منذ تأسيسها حتى إنشاء وزارة التربية والتعليم - الجهة المختصة بتنفيذ برامج البعثات والمنح.
في العامين الدراسيين (1937 - 1939) ابتعثت إدارة المعارف “أول فتاة بحرينية للدراسة بالخارج - عام (1937م) - في كلية المعلمات في بيروت (الكلية البريطانية) وهي لولوة محمد الزياني”، وفي نفس العام ابتعثت الإدارة “أحد الطلاب لدراسة الشريعة في الكلية الإسلامية في لكنو بالهند”، وفي العام التالي (1938م) وفقاً للشيخة مي آل خليفة “أرسلت الحكومة طالبتين للدراسة في الإنجليزية السورية في بيروت” شريفة محمد الزياني وزعفرانة سعيد.
ومع اكتشاف النفط اهتمت شركة نفط البحرين (بابكو) بتدريب وتنمية مواردها البشرية، “وبدأت خلال العام (1953م) تطوير برنامجها للبعثات لتمويل المصاريف الدراسية للمراحل المتقدمة في المدارس الثانوية والصناعية الحكومية، حيث كانت تغطي شركة بابكو الرسوم الدراسية والمصروف الأسبوعي للإقامة في السكن الداخلي بالمنامة للطلبة القاطنين في مناطق بعيدة عن مدارسهم، خصوصا في القرى كسترة والنبيه صالح، كما طبقت برنامجها للبعثات الخارجية للطلبة المتفوقين إلى الجامعة الأميركية في بيروت إضافة إلى الالتحاق ببرامج المدراس الصيفية هناك” وفقاً لأنجيلا كلارك في كتابها عن نفط البحرين والتنمية خلال (1929 - 1989م) الصادر في (1990م)، وتضيف مع نهاية العام (1958م) “التحق ما مجموعه 2803 من الموظفين البحرينيين العاملين لديها في “برنامج بابكو للتطوير BDP في مركز التدريب المهني VTC وقسم الدراسات الصناعية ISS” الذي شهد هذا العام و”لأول مرة اختيار مجموعة من المتفوقين من خريجي مركز بابكو للتدريب المهني للابتعاث للمملكة المتحدة للدراسة في دورات تدريبية قصيرة من ناحية، وإلحاق مجموعات أخرى ببرامج للتعرف على الشركات الصناعية البريطانية ضمن برنامجها “جولة التعلم الصناعي IST من ناحية أخرى، والذي قاد إلى انطلاق برنامج بابكو للتدريب الخارجي”. ونكمل.