عرفت مملكة البحرين برامج البعثات الدراسية للخارج في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ثم نما معدل الابتعاث الحكومي والخاص إلى أن وصل إلى العام (1928م) حيث تم إرسال أول بعثة رسمية للجامعة الأميركية ببيروت مكونة من (9) طلاب، منهم طالب واحد على حسابه الخاص، وتواصل الابتعاث ليبلغ (108)، منهم 45 من إدارة المعارف (آنذاك) في (1954م). وبينت الإحصائيات التقديرية التي رصدناها لمجموع الطلبة والطالبات للفترة الأولى من مراحل البعثات الدراسية (1908 - 1964م) زهاء (168)، في مختلف الجامعات والمعاهد الهندية والعربية والبريطانية، منهم (79) مبتعثاً حكومياً و(42) من شركة نفط البحرين (بابكو) والباقي على حسابهم الخاص.
وشهدت الفترة الثانية الممتدة من منتصف الستينات حتى بداية سبعينات الاستقلال من القرن الماضي تطوراً مقارنة مع الفترة السابقة، إلا أن القفزات المتتالية خلال العشرة أعوام حتى العام الدراسي (1981 - 1982م) قدرت بنحو (2943) لإجمالي الحاصلين على البعثات والمنح الحكومية وشملت تخصصات علمية ومهنية ومستويات أكاديمية عليا مختلفة تحتاجها مرحلة النمو الاقتصادي النشط عموماً، ولإتمام بناء البنية التحتية خصوصاً، منهم (1299) على حسابهم، وكانت الزيادة في مجاميع الدارسين بالخارج زهاء (17.5) مرة مقارنة بالفترة الأولى (1908 - 1964م).
في (2009م) كان هناك (1864) من “البعثات والمنح الدراسية والمالية، لخريجي المدارس الحكومية وتبلغ (921)، ثم (121) للمدارس الخاصة، و(800) من المنح المالية للطلبة المتفوقين و(11) منحة دراسية، ولطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة (11) بعثة دراسية”، وبعدها بستة أعوام ارتفعت البعثات قرابة (60 %) لتبلغ “(2944) بعثة ومنحة للعام الدراسي (2015 - 2016م)، موجهة للطلبة المتفوقين للتخصصات التي تلبي سوق العمل من القوى البشرية، منها (1601) لخريجي المدارس الحكومية، و(393) للمدارس الخاصة، و(800) منح المساعدة المالية و(150) لذوي الاحتياجات الخاصة”.
وفي (14/7/2021م) اعتمدت (4000) بعثة ومنحة للعام الدراسي الجامعي (2021 - 2022م)، وفقاً لـ “الحاجة المستقبلية في مختلف التخصصات العلمية والفنية والإدارية” حسب شروط اللجنة المختصة، و”التي تقتصر هذا العام على المعدل التراكمي للطالب، فقط، نتيجة تعذر تنظيم اختبار القدرات والمقابلات الشخصية كما كان معتاداً في السابق، وذلك بسبب تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19) وما يتطلبه هذا الأمر من إجراءات احترازية”.