العدد 4671
الخميس 29 يوليو 2021
banner
العنصرية في الغرب
الخميس 29 يوليو 2021

خلال الدورة الكروية يورو 2020 التي أقيمت مؤخرا في المملكة المتحدة قرر أحد مقدمي البرامج في قناة “جي بي نيوز” الجديدة التي حققت نجاحات كبيرة منذ إنشائها مؤخرا، أن يمارس عملية الركوع على الركبتين كإشارة يقوم بها بعض لاعبي كرة القدم، وتعني رفض العنصرية أو إعلانا من قبل من يمارسها أنه ضد العنصرية.

وتم تبني هذه الإشارة من قبل لاعب أسود في الولايات المتحدة كنوع من الاحتجاج على العنصرية التي تجلت بشكل فج خلال مقتل الأميركي جورج فلويد الذي تفجرت بسببه المظاهرات في الولايات المتحدة وفي بريطانيا وغيرهما، وأدى ذلك إلى نشاط كبير لما يسمى بحركة “حياة السود مهمة”، ومنذ ذلك الحين يقوم بعض اللاعبين باتباع هذا التقليد قبل بدء مباريات كرة القدم التي يشاهدها الملايين في أنحاء العالم.

وربما تشجع المذيع البريطاني المشار إليه فقام بممارسة هذه الإشارة عندما وجد أن الفريق الكروي البريطاني قام على مدار مبارياته في هذه الدورة بممارستها قبل بدء هذه المباريات، لكن ماذا كانت النتيجة وما الذي حدث مع هذا المذيع ومع هذه القناة الإخبارية التي ولدت عملاقة لكي تنافس البي بي سي؟

الذي حدث هو أن نسبة مشاهدة هذه القناة انخفضت إلى معدلات ضئيلة جدا خلال أوقات الذروة وتحولت الغالبية العظمى من البريطانيين عن هذه القناة، خصوصا أنها قناة يمينية أنشئت أصلا لرفض الأفكار اليسارية ورفض الأفكار المناصرة للسود وغيرهم من الأقليات، وبناء عليه تعرضت القناة لهزة كبيرة وأصبح وجود ذلك المذيع نفسه على شاشتها في مهب الريح التي رفضت مجرد إشارة تأييد أطلقها ذلك المذيع الذي لم يرتكب شيئا سوى أنه أعلن رفضه العنصرية والتمييز.

خلاصة القول إن كل مجتمع له مشكلاته وأمراضه ومن أكثر أمراض الغرب انتشارا وضررا مرض العنصرية واحتقار الغير والاعتداء على غير البيض، فما الذي يفعله البرلمان الأوروبي مثلا للتصدي لمثل هذه الممارسات العنصرية؟ أم أن البرلمان الأوروبي خلق فقط لإعطاء دروس في حقوق الإنسان للدول العربية والإسلامية؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .