العدد 4670
الأربعاء 28 يوليو 2021
banner
لماذا هم مبدعون؟
الأربعاء 28 يوليو 2021

بين آونة وأخرى تبرز وكالات الأنباء قصصا لأطفال بالغة الإثارة والغرابة، من بينها أنّ فتاة أميركية تدعى “روث” يناهز عمرها السنوات العشر تهوى حضور محاضرات الرياضيات المعقدة، واستطاعت أن تصحح الكثير من المعلومات للأستاذ المحاضر، كما أنّها ونظرا لما تمتلك من ذكاء حاد وطاقة فكرية مذهلة استطاعت أن تتفوق على 600 طالب من طلاب الرياضيات وجميعهم أكبر سناً منها، ونتيجة لمستواها الذهني الخلاق خصصت لها الجامعة مكانا للتدريس!

وقبل أيام شاهدت مقطع فيديو لطفل ينتمي لإحدى البلدان العربية، ويبلغ من العمر 12، استطاع أن يؤلف عددا من الكتب، كان الكتاب الأول بعنوان “صفحات من عادات الشعوب” والآخر “روافد المعرفة”، أما الكتاب الثالث فإنه يتعلق بـ “الأمراض الانتقالية الشائعة المنتشرة بين طلبة المدارس”، وعندما سأله المحاور عن أهم عامل دفعه للتأليف أجاب أنّ البيئة المنزلية التي نشأ فيها شجعته على البحث والتأليف.

وغالبا ما يفاجئ الأطفال معلميهم وآباءهم بأسئلة تنم عن عقول تفوق أعمارهم ويقع الآباء في حرج وحيرة نتيجة قلة الخبرة. المعضلة الكبرى تتمثل في إجابات تفتقر إلى المنطق، والأدهى أنه يتم التعامل إزاءها بالقمع عندما يضيقون ذرعا بتلك الأسئلة، والذي أكدته البحوث التربوية أنّ لدى الأطفال طاقات هائلة تتفجر في أغلب الأحيان على هيئة أسئلة وينتظرون من يشفي غليلهم ونهمهم بإجابات مقنعة لا بالالتفاف حولها.

إن العلماء عبر تجارب لا حصر لها توصلوا إلى أنّ العبقرية تظهر ملامحها على سلوك الأطفال في سن مبكرة جدا أي بين الشهر السابع وحتى السنة العاشرة، وفي هذه السن يبدأ الطفل في ترتيب ذاكرته حسب المتخصصين في التربية، أليس مدهشا لنا نحن الكبار أنه بإمكانهم أن يستوعبوا ويتعلموا في هذه السن المبكرة؟ خلاصة ما نود قوله إنّ على الآباء والأمهات أولا والمربين من معلمين ومعلمات ثانيا ألا يتعاملوا مع أطفالهم كما لو أنّهم كائنات مستلبة أو كما يقول المثل الشائع “مجرد عيال” تكفيهم بضع كلمات، لكن باعتبارهم مشاريع “عباقرة ونوابغ” ولدى بعضهم عقولا تفوق ما لدى الكبار بمراحل، وبالتالي فالواجب تحفيزهم بشتى الوسائل للإبداع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية