العدد 4655
الثلاثاء 13 يوليو 2021
banner
د.حورية الديري
د.حورية الديري
حلم طال به التمني
الثلاثاء 13 يوليو 2021

من أعظم لحظات الفخر التي يشعر بها الإنسان عندما تتوالى عليه السنون ويتعاظم معها الإنجاز تلو الإنجاز، ويرسخ ثروة تتفاخر بها الأجيال التي تتعاقب على التاريخ لتحذو حذوه في القدرة ذاتها.

تلك القصة بدأت في بيت صغير ضم مجموعة من الخبراء المهتمين بتطوير أنفسهم، اجتهدوا بأعمالهم التطوعية ووضعوا منهجية أساسها دعم التوجهات الحكومية لتطوير العنصر البشري ليكون الأول بين كل الخيارات في سوق العمل، وكبر هذا البيت الصغير بدفء وعطاء أبنائه، وأصبح المركز التنموي الأول في البحرين الذي يلجأ إليه من يتطلع إلى تطوير ذاته شخصيًا واجتماعيًا ومهنيًا.. هل تعلمون أعزائي أن هذا البيت الدافئ هو بيت لكل مواطن بحريني؟ هل تعلمون أن هذا الكيان هو “بيت الثروة البشرية” وبناء الإنسان؟

لقد شهد هذا البيت الذي يحمل اسم “جمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية” باعتباره من أوائل المؤسسات المهنية غير الربحية - وما زال - تحقيق العديد من الإنجازات التنموية التي ركزت على أطروحات وقضايا في الشأن القيادي والإداري والمؤسسي كرست جهودها للاستثمار في الطاقات البشرية المحلية، وتدعيم منهجية الخبرة وتبادلها عبر استضافة شخصيات عالمية وثقت قصص نجاح رفعت اسم البحرين عاليًا في المحافل الدولية.

ومن هنا زادت التطلعات من أجل بناء صرح جديد يحتضن أولئك الأبناء وإبداعاتهم ومبادراتهم، ليكون المؤسسة التطوعية التي تمثل البحرين إقليميًا وعالميًا في مجال التدريب والتنمية البشرية.

وكما تعلمون، لكل قصة نجاح تحديات تصغر وتكبر حسب الظروف والمؤثرات، حيث تعثر الأبناء خلال مراحلهم النهائية لاستكمال الصرح التنموي، بسبب نقص الإيرادات التمويلية للمشروع جراء تداعيات الأزمة العالمية لجائحة كورونا، هذا الصرح التنموي اليوم يناشد الجهات العليا، وكل من يسعى لتحقيق استدامة الاستثمار في العنصر البشري، ليضعوا أيديهم بأيدينا للنهوض بهذا الصرح من منطلق واجبنا الوطني وشغفنا بهذا الكيان الذي منه انطلقنا بعقولنا وإمكانياتنا، نريدها مؤسسة إقليمية للتنمية البشرية بمواصفات عالية، أعزائي.. إن ذاك البناء الهيكلي بتصميمه الفذ المعاصر يترقب النور والأيادي البيضاء وأصداء النجاحات التي يصنعها المواطن البحريني، فهو الإرث الحقيقي للأجيال القادمة وخير من نضع فيه بصماتنا واستثماراتنا لعمل الخير، وعلنا نحتفل هذا العام بأبهج عرس للحلم الذي طال به التمني.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية