+A
A-

بدأ بـ 900 دينار في “الفود تراك” وفتح 3 أفرع خلال 4 سنوات

تستحضر ذاكرة صفحة وجه من العامة في عدد اليوم، الشاب محمد عيد، الواعد المغامر الذي دخل بجرأة في تجارة “الفود تراك” قبل خمس سنوات، حين كانت العربات قليلة ومحدودة القبول. محمد درس المشروع، وبعد إقناعه بجدواها، وضع العربة الصغيرة بالقرب من منزله في مدينة عيسى، مقدماً خلالها الوجبات السريعة، كفكرة نوعية جديدة للمستهلك البحريني.

محمد (30 سنة) كان قبل دخوله سوق عربات الطعام موظفا حكوميا بسيطا متخصصا بالعلاقات العامة والمراسم، ولكنه وجد أن قدراته مكانها الحقيقي في التجارة العامة.


وفي بداية عمله التجاري، واجه محمد الكثير من التحديات، أهمها عامل الطقس المتقلب، وقبول الناس للفكرة الجديدة، بالإضافة الى وجود التنافسية من المطاعم التقليدية والذي تأقلم معها الجمهور وتعود، بقوله “إن الزبائن لا يتقبلون الجديد بسهولة، خصوصا بسوق الطعام، إلا في حالة وجود الخيارات الجديدة”.


واكمل “أن الزبون البحريني صعب الاقناع، ومن الصعب اغراؤه بسهولة، لابد له أن يتذوق ما لديك، ويعود لك مره ومرتين، فالجودة هنا هي الفيصل دائما”.


ويضيف “كلفتني العربة الأولى (بنهاية العام 2017) مبلغ 900 دينار، وكانت من الخشب والأستيل، لأن ميزانيتي حينها كانت محدودة، ودخلت مرحلة الافتتاح، وكانت في منطقة الصخير، ولقد دعمني بعض الأصدقاء مشكورين، إعلاميا في السوشيال ميديا”.


وقال “وكانت قائمة الطعام تتغير من فترة لأخرى، حتى استقررنا على القائمة التي يريدها الزبائن أهمها الكلاسيك بيف برغر، والشيكن كريسبي، والأمل فرايز”.


واردف محمد “بعد مرور أول سنتي عمل، كنت اتواجه به مع الزبائن بعمل ميداني مباشر، وبمجهود كبير، حيث كنت آخذ الطلب من الزبون، وأطبخ، وأخدمه، ثلاثة بواحد، وفي طقس رطب وحار غالبا”.


ويكمل “لكن عزيمتي كانت ثابته لرغبتي في كسب الخبرة، ومعرفة مزاجية الزبون، فأنا بذلك أخذت تأهيلية ميدانية، عوضتني عن حضور الدورات التقليدية في المعاهد والجامعات”.


ويضيف “في العام 2019 ومع صعود وتيرة العمل، بادرت بأخذ عربة جديدة بكامل المواصفات التي يحتاجها المشروع نفسه، مما يحفز الى مظهر وكمالية عمل “براند” بحريني بأيد بحرينية، يقدم الأغذية للزبائن، وتكون كعلامة تجارية موحدة له في مملكة البحرين”.


ويتابع “لدي الآن فرعان، وفرع ثالث قادم في المملكة العربية السعودية بإذن الله”.


ويزيد محمد “هذا النجاح سوف يستمر بزيادة الأفرع، في دول مجلس التعاون الخليجي، ويكون لدينا (براند) يمثل مملكة البحرين خليجياً، وعالمياً”.


وعن فكرة دخول الشباب البحريني في “الفود تراك” يرى محمد بأن لا حرج في ذلك، بقوله “أضف أن هنالك الكثير من الفتيات دخلن هذا المضمار ليس في البحرين فحسب، بل السعودية أيضا، دلالة على تقبل المستهلكين لجودة الأطعمة المقدمة من عربات الطعام”.


وزاد “الآن وفي العام 2021 ومن بعد كل النجاحات المسبقة، بات لدينا زبائن معتمدون، ويحرصون بالحضور الينا بشكل دوري، وهذا أمر نفخر به”.


وتابع “التغيير مطلوب، ونزول الشباب للعمل مطلوب أيضا، مما يحفز المستهلكين للشراء منهم ودعمهم، كونهم شبابا مثابرين، ويقدمون جودة طعام فريدة من نوعها، لا تجدها في المطاعم التقليدية بسهولة”.


وفي تساؤل وجهته “البلاد” لمحمد عن أسباب ارتفاع قيمة المأكولات التي تباع من خلال منافذ عربات الطعام قال “تبدأ الأسعار من خمسمائة فلس وتصل الى خمسة دنانير، حسب الجودة المقدمة، وعليه فإن الخيار هو للمستهلكين، ولا يمكن التعويل على الأسعار بأنها مرتفعة، لأنها غير إجبارية البيع، كما أن جودة المحتوى تشجع الزبائن على الإقبال”.