العدد 4578
الثلاثاء 27 أبريل 2021
banner
الإرهابيون وأكسجين وسائل التواصل الاجتماعي
الثلاثاء 27 أبريل 2021

طالب رجال استخبارات وأمن استراليون في برنامج وثائقي بمنصة “نتفليكس” بضرورة إزالة الفيديوهات التحريضية والداعية إلى الإرهاب والتطرف من قبل شركات وسائل التواصل الاجتماعي، وإلزامها بالمشاركة في أفضل الممارسات عبر طرق قضائية أو عبر تشريع قوانين، وأوضح هؤلاء أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت في هذا العصر المحرك الأول للإرهاب وتلويث عقول الشباب، فهناك الكثير من الحسابات التي تعمل على بث البيانات التحريضية من أجل إثارة الفوضى والعنف في المجتمعات العربية والغربية على حد سواء، واستهداف الشباب وتجنيدهم، مثل حسابات “الدواعش” التي ترسم البطولات والشهادة المزورة للجنة بتعابير مختلفة سرعان ما يصدقها الشباب المنزوي و”الجاهز” لمشاريع التفجيرات، وقد عرض البرنامج عددا من مؤامرات التفجير في أستراليا والتخطيط لقتل رجال الأمن ودهسهم بالسيارات في مناسبات وطنية، من قبل شباب يافع تأثر بما قرأه وشاهده في وسائل التواصل الاجتماعي، وأغرب حالة تم عرضها هي لشاب يبلغ من العمر 14 عاما فقط، لكنه مسؤول مباشر عن كثير من العمليات، حيث حول غرفته إلى مركز للاتصالات السرية.

وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر المدخل بالنسبة للدواعش والإخوان وعصابة حزب الله وغيرهم، لهذا لابد من خنق المداخل حتى لا تأتي لشبابنا الحسابات المشبوهة والأفكار المتطرفة والهجوم العدواني والغزو الفكري بعدما توغل العدو فعليا داخل دولنا، ولا أعلم إن كانت شركات وسائل التواصل الاجتماعي تقوم حاليا بإزالة الفيديوهات التحريضية والداعية إلى الإرهاب والتطرف فور بثها، أم أن مسألة الحذف تأخذ وقتا ربما يكون كافيا للتأثير على عقلية الشباب وجرهم إلى مستنقعات الضياع.

وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بالدعوات الدينية المتشددة والأفكار المستوردة من الجماعات الإرهابية المتناثرة، فهي منبر لتحصيل الأفكار والمعلومات الهدامة والتحرك ضد المجتمع والدولة نفسها، ولا يمكن السيطرة على اتساع رقعة الإرهاب إلا بجهود مشتركة على كل المستويات، خصوصا شركات وسائل التواصل الاجتماعي لأنها الأوكسجين الذي يحصل عليه الإرهابيون.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .