العدد 4574
الجمعة 23 أبريل 2021
banner
“نيتشه” مدرسة فلسفية لن تتكرر
الجمعة 23 أبريل 2021

عرفت الفيلسوف الألماني “فريدريك نيتشه” في الثانوية العامة عندما بدأت أقرأ وأتصفح كتبه من مكتبة الوالد رحمه الله، ووجدت فيه آنذاك نموذجا إنسانيا رائعا اكتشفه الأدب المعاصر، فنيتشه كان إنسانا يعيش في صراع مع نفسه كما يعيش في صراع مع العالم المحيط به، إنه قلب يدور في صراع كبير وكتب عليه أن يعيش في شقاء وألم وأن يساء فهمه كما هو حال جميع فلاسفة عصره.

لم يكن نيتشه مفكرا فلسفيا فحسب، كما قال الدكتور عبدالغفار مكاوي، بل كان قبل ذلك كاتبا لامعا يلمس القلوب ببيانه الرائع، ويهز العقول بأسلوبه الحي، وخير دليل على ذلك كتابه الجميل “هكذا تكلم زرداشت” الذي يعد من أشهر وأهم الكتب على الإطلاق، ومازال يغري الحواس عند قراءته، ومن أروع ما قاله في كتابه الآخر “العلم والمرح”.. “لقد بات الناس يخجلون من الراحة والهدوء، ويكاد التأمل الطويل يصيبهم بلذع الضمير، إنهم يفكرون وهم ينظرون إلى الساعة في أيديهم، تماما كما يأكلون طعام الغداء وأعينهم على أخبار البورصة”.

ويقول في موقف آخر في نفس الكتاب “هناك فرق شاسع بين أن يقف المفكر بشخصه وراء مشكلاته بحيث يجد فيها قدره ومحنته وكذلك أسمى سعادته، أو أن يقف منها موقفا غير شخصي”، وقال في إحدى القطع التي جمعت بعد موته “إن علينا قبل أن يصيبنا القدر، أن نسوقه كما نسوق الطفل ونضربه بالسوط، فإذا ما أصابنا فعلينا أن نبذل جهدنا لكي نحبه”.

ويصف بكلمات تذيب القلب والوجدان طبيعة إنسان اليوم وشعوره تجاه مجتمعه “إن الإنسان لم يعد يشعر في أي مكان بأنه في وطنه، إنه يحن إلى موضع يمكنه أن يقول عنه بطريقة إنه وطنه”.

نيتشه، مدرسة فلسفية لن تتكرر وكاتب ظفر بشهرة عريضة عبر في كل كتبه وبصدق عن طموح الفرد وصراعه وضياعه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .