السمبوسة الهندية... أصلها مصري
لابد أن تكون السمبوسة موجودة في سفرة الصائمين في البحرين، فمنذ الصغر وهي تلازمنا ونحن نشتريها من المطاعم الهندية التي تقدمها بين ”سمبوسة الخضرة“ و“الجبن“ إلى إن وصلت اليوم إلى التنوع في محتواها، وبيعها في الانستغرام والمطاعم الفارهة، وتقدم السمبوسة بلونها الذهبي المقرمش اللذيذ بأحجام متنوعة، لكن هل تنتمي السمبوسة حقًّا إلى شبه القارة الهندية؟
الإجابة لا، فقد سافرت السمبوسة المهاجرة في طول المنطقة وأنفاسها ووصلت إلى شبه القارة الهندية على طول طرق التجارة القديمة في آسيا الوسطى.
يقول ”رفيق أكسفورد للطعام“ للمؤلف آلان ديفيدسون إن السمبوسة الهندية هي أفضل ما اشتهر من عائلة كاملة من المعجنات المحشوة أو الزلابية المشهورة من مصر وزنجبار إلى آسيا الوسطى وغرب الصين، وتشير كتب الطبخ العربية في القرنين العاشر والثالث عشر إلى المعجنات باسم سنبوسك (لا يزال النطق ساريًا في مصر وسوريا ولبنان)، أو سنبوسك أو سنبوساج، وكلها تعكس الشكل المبكر للكلمة الفارسية سنبوساج في العصور الوسطى، على الرغم من أنها كانت تسمى في الأصل سمسة، بعد الأهرامات المثلثة في آسيا الوسطى، ومثل الفلافل المصرية، كانت ”السمسة“ أيضًا وجبة خفيفة للمسافرين، وقام المتجولون والمسافرون في الأيام القديمة بطهي ”السمسا“ المحشو باللحم المفروم أو ”القيمة“، وتحميصها على اللهب المكشوف والاستمتاع بها كوجبة خفيفة للسفر.
إذن ماذا حدث بعد وكيف تطورت الوجبة الخفيفة المفضلة في الأيام القديمة بدلهي؟ يُقال أن الوجبة الخفيفة أصبحت عنصرًا جوهريًّا ومفضّلًا في قائمة المطابخ الملكية في سلالة ”محمد طغلق“ في القرن الرابع عشر، لدرجة أنه غالبًا ما طلب صنعها من البصل والسمن واللحوم، وكتب الشاعر أمير خسرو أن الملوك في دلهي استمتعوا بوجبة خفيفة للغاية، ويستمر هذا التقليد اليوم من دلهي إلى لاهور ومن كراتشي إلى مومباي بحسب موقع dawn.com.