الهريس... أكلة حضرمية انتقلت إلى الهند وعادت إلينا مع التجار
يعتبر الهريس طبقا شعبيا رمضانيا معروفا في البحرين والدول المجاورة ويقدم أيضا في الاحتفالات، ويطبخ أيضا للنذور، ولم يكن يصنع قديما إلا في شهر رمضان والعيدين وفي “صباحية” العروسين.
الهريس من أشهر الأطعمة التقليدية في المطبخ البحريني، وكثيرا ما يقدم هذا الطبق الشبيه بالعصيدة أثناء التجمعات العائلية، لاسيما خلال شهر رمضان الكريم، ويعتبر أساسيا عند معظم العائلات البحرينية. ويتم إعداد الهريس عن طريق طهي القمح في المياه المالحة قليلا لعدد من الساعات، ثم إضافة اللحوم أو الدجاج، ثم يتم طهوها مرة أخرى لفترة طويلة (4 ساعات على الأقل).
وتشمل طريقة التحضير الأخرى وضع اللحم والقمح معا في وعاء من البداية، جنبا إلى جنب مع الماء والملح، ثم طبخه لفترة طويلة، ويقدم أحيانا مع رشة من القرفة أو البصل المقلي بعد أن يحرك بملعقة خشبية في غالب الوقت.
هذا الطبق الشعبي مغذ ومفيد جدا، ويعتبر أيضا من الأطباق المعروفة في المطبخ الأرمني والكشميري والهندي والعراقي، وتاريخيا يعود هذا الطبق الأصيل إلى القرن السادس عشر الميلادي، وهو غني بالقيمة الغذائية.
وبحسب “wikipedia” فإن كلمة الهريس أو الهريسة أصولها عربية مشتقة من الفعل هَرَسَ وهرَس الشيء أي دقه وبينه وبين الأرض وقاية أو دقه بشيء عريض أو دقه دقا دقيقا، سحقه، سحنه، وتسميتها بسيد المائدة يرجع لأكلها كوجبة رئيسة وفي صحون كبيرة، ولا تعرف حقبة ولا مكان نشأة طبق الهريس، إلا أن أقرب تاريخ لطبق الهريس كان في القرن السابع عشر الميلادي. والهريس أكلة حضرمية المنشأ، هاجرت من موطنها الأصلي قبل مئات السنين وذهبت غربًا وشرقًا، حيث انتقلت إلى الهند قبل مئة عام تقريبًا، وتقبلها المجتمع الهندي، ثم توالت هجراتها إلى أن دخلت الخليج العربي، حيث انتقل هذا الطبق من جنوب الهند إلى تجار المسلمين العرب.
والهريس طعام مفضل عند معظم الثقافات الإسلامية، خصوصا أن كثيرين يؤكدون أن نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) فضل هذا الطبق، ويقدم الطبق بصور متنوعة، مغطاة بالقرفة وسكر الحلويات والزبدة المذابة والمالحة، ويعتبر اليوم الهريس أحد أقدم أطباق الإفطار وأكثرها شعبية في البحرين وفي جميع أنحاء دول الخليج خلال شهر رمضان، لكن قوامه اللزج والدهني إلى جانب الحد الأدنى من التوابل يمكن أن يشكل تحديًا للشباب وجيل ”الفاست فودز“.