العدد 4534
الأحد 14 مارس 2021
banner
الجزيرة ستبقى أداة للفتنة والشقاق
الأحد 14 مارس 2021

عندما عقدت قمة العلا من أجل تحقيق المصالحة بين دول الرباعي العربي وقطر، اعتقد البعض أن قناة الجزيرة ستتوقف عن نشر الفتنة واختراع العداوات، وأن الحكومة القطرية ستتدخل لكي تهذب أداء هذه القناة التي لعبت دورا خطيرا في تفجير الكثير من الدول العربية باستخدام سلاح الفتنة وتغذية الصراعات وصب الزيت على نار كل بؤر الصراع في أنحاء العالم العربي.

هذا ما تخيله وحلم به الكثير من المتفائلين، لكنني لم أكن للحظة واحدة من بين هؤلاء، ليس لأن قناة الجزيرة حرة ولا علاقة لها بالحكومة القطرية، فهذه أيضا أكذوبة لا أساس لها من الصحة، فقناة الجزيرة أداة من أدوات الحكومة القطرية وليست مستقلة فيما تبثه من مضامين، لكنها الذراع القوية للسياسة الخارجية القطرية، وتستخدم في الضرب والابتزاز هنا أو هناك، هذا هو الواقع الذي لابد للجميع أن يعرفه، فالدولة القطرية لها مصلحة فيما تمارسه الجزيرة من تدخل في شؤون الدول الشقيقة، أما حرية الإعلام التي يتذرع بها القطريون فهي كذبة لا يمكن أن تمر.. لو كانت حرية الإعلام الأساس الذي تقوم عليه ما تمارسه الجزيرة ضد البحرين وغيرها من الدول العربية لكنا رأينا برامج وتقارير تنتقد دولة قطر ولو مرة واحدة في العام، لكن هذا لا يمكن أن يحدث والدليل على ذلك أن الدنيا كلها تكلمت عن القدر الأسود للعمال الأجانب الذين قضوا خلال العمل في مجال الإنشاءات الخاصة بكأس العالم والتي تحدثت عنها المنظمات الحقوقية وتناولها الإعلام الغربي كله بما فيه أخوات الجزيرة مثل “الغارديان” البريطانية وغيرها، بينما سدت الجزيرة أذنا بطين وأخرى بعجين.

 

الحكاية إذا ليست حكاية حرية الإعلام، لكن الشيء الأكيد هو أن قناة الجزيرة كانت دائما ولا تزال إحدى أهم وسائل القوة القطرية في مواجهة غيرها من الدول وفرض وجودها وتأثيرها في العالم في ظل تمويل أسطوري وإمكانيات فنية وبشرية لا مثيل لها، وبناء عليه ستبقى الجزيرة على ما هي عليه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية