العدد 4522
الثلاثاء 02 مارس 2021
banner
الوحدة العربية
الثلاثاء 02 مارس 2021

الوحدة العربية حُلمٌ لكل عربي بأن تتوحد أقطاره جميعًا في وطنٍ عربيٍ واحد، وأن تتصرف أقطاره بحرية وتتمتع بخيرها الاقتصادي، وفي فبراير 1958م تحققت أول وحدة عربية بين القطرين السوري والمصري في “الجمهورية العربية المتحدة” التي استمرت حتى 1961م، وعاشت هذه الوحدة عُمرًا قصيرًا لم تتمكن من إنجاز أهدافها ولم ينل الشعب العربي ثمارها.

وبعد وأد هذه الوحدة اليتيمة تراجع العمل الوحدوي العربي، وبدأت مسيرة تمزيق الأقطار العربية وضرب نسيجها الوطني الواحد تلو الآخر، ونشر كل أشكال العصبيات العرقية والطائفية والمذهبية والعشائرية التي نمت وازدهرت في عصر غياب الوحدة الذي أدى إلى تردي الأمن القومي العربي والأمن القطري، وجالت الحروب البينية واشتدت الصراعات، وغابت التنمية رغم ما تملكه أقطارنا من موارد، وانتشر بين أرجائها البؤس.

إن الوحدة العربية لا تُمثل هدفًا قوميًا عاطفيًا، بل هي حاجة وجودية لأمتنا، وإنسانية لنا، وركيزة سياسية واقتصادية واجتماعية لأقطارنا، وضرورة تنموية وأمنية لوطننا العربي، لذا كان وأد الوحدة لمنع الوحدة، وتجزئتها، وسلب حريتها، لتكون ضعيفة ومتأخرة. إن تحقيق الوحدة بين الأقطار العربية ضمانة أساسية لقوتها وركيزة لازدهارها وعنوان لتحقيق تفوقها في كل المجالات، فتحقيق الوحدة العربية يُحقق أهداف مشروع الأمة النهضوي، وهي أهداف سياسية واقتصادية واجتماعية مشروعة للأمة العربية وشعبها الذي يتمنى أن ينعم بثمار هذه الأهداف، وعلى الأقطار العربية أن تعمل جاهدة لتحقيق الأهداف العربية لكل المشاريع العربية المشتركة وتطويرها وتنميتها اقتصاديًا من خلال السوق العربية المشتركة، وإلغاء عوائق النقل الجمركي والانتقال البشري بين أقطارها، والتعاون المثمر في كل المجالات المالية والصناعية والزراعية والثروة الحيوانية والمائية والثقافية والغذائية والتقنية والتكنولوجية وصولًا لتحقيق الوحدة الاقتصادية العربية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .