العدد 4441
الجمعة 11 ديسمبر 2020
banner
جوهر قيادة المؤسسات الخاصة
الجمعة 11 ديسمبر 2020

في مقالٍ مهم ذي عمقٍ علمي؛ نُشر في مجلة جامعة هارفرد لقطاع الأعمال، تطرق السيد أندرو ليكرمان إلى كيفية تطوير قدراتنا في اتخاذ القرارات والأهمية التي تكمنُ وراء ذلك، وقال إن ما يمثل جوهر القيادة المثالية هو القدرة على الجمع بين الصفات الشخصية، مع المعرفة والخبرة ذات الصلة لتشكيل الآراء واتخاذ القرارات.

يعتقد ليكرمان أن هناك أهمية بالغة في الوصول إلى فهم عميق للتوصل إلى ماهية العناصر التي من شأنها أن تجعل قائد المؤسسة قادرًا على اتخاذ القرار الصائب الذي يصبُّ في مصلحة العمل وبالتالي تفوق المؤسسة أو فشلها.


ومن أجل فهم ذلك؛ بادر بالاتصال بالرؤساء التنفيذيين في مجموعة من الشركات، من أكبرها وأقدمها في العالم إلى الشركات الناشئة، كما عمد إلى الاتصال بقادة عدد من المهن، منهم: كبار الشركاء في شركات القانون والمحاسبة، والجنرالات، والأطباء، والعلماء، والكهنة، والدبلوماسيون، وطلب منهم أن يشاركوا ملاحظاتهم فيما يخص مهارة الحكم على الأمور التي يملكونها، والتي تجعلهم يتخذون قرارات صحيحة في بيئة أعمالهم؛ سواء الخاصة بهم أو تلك التي يعرفونها عن الآخرين. أراد الباحث من ذلك أن يتمكن من تحديد المهارات والسلوكيات التي تخلق - مجتمعة - الظروف لرؤى جديدة، وتمكِّن صناع القرار من تمييز الأنماط التي يفتقدها الآخرون.

ونتيجة لذلك، حدد ستة عناصر رئيسية تشكل مجتمعة حكماً جيداً: التعلم، والثقة، والخبرة، والحيادية، وفهم الخيارات، والقدرة على التوصيل أو الإقناع.


في حقيقة الأمر فإن ما يميز القيادات الإدارية عن غيرها في كل مجال سواء كان في قطاع الأعمال أو غيره؛ هو قدرة قائد المؤسسة ومهارته في اتخاذ القرارات الصحيحة، لذا نرى أن السياسيين ورجال الأعمال يضعون مواصفات دقيقة لمن يختارونه لإدارة الأعمال المعقدة التي لا تحتاج إلى مؤهل علمي فحسب، بل إلى صفات شخصية لا تجدها - في الأغلب - بسهولة. ولك عزيزي القارئ أن تتصور لو أخطأ أحد المستثمرين في اختيار الشخص المكلف بالإدارة فيسلمهُ منصبًا مهمًا، ليكتشف لاحقا أنه لا ناقة له ولا جمل في كل ذلك! سيكتشف ذلك حين يلاحظ أن تلك المؤسسة بدأت تنزف تراجعاً وخسارة بعد أن كانت تنافس على المراتب الأولى يوما ما! وأنت تتصور ذلك المشهد لن تشعر حينها سوى بالغصة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .