+A
A-

كبير المستشارين بـ "الشورى": الأمير الراحل "طودٌ أشم" بالسياسة و"يمٌ خضم" بالاقتصاد

قال رئيس هيئة المستشارين القانونيين بمجلس الشورى د. نوفل غربال إن الأمير الراحل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه كان في دنيا السياسة طودا أشمّا، وفي عالم الاقتصاد يَمّا خِضمّا، وكانت نظرته وسياسته تنفذ دوما إلى ما وراء قمّة ذلك الطود من أبعاد وآفاق، وإلى ما دون سطح ذلك اليَمّ من أغوارٍ وأَسحاق.

وأضاف: كان الفقيد رحمه الله أمّة في رجل، حكيما مقداما غير وَجِل، يقارع الخطوب حيث ثقفها، ويزيل العقبات أنّا عَجِمها.

 

نص المداخلة

وفيما يأتي نص مداخلة كبير المستشارين بجلسة مجلس الشورى المنعقدة نهار اليوم لتأبين فقيد البلاد الكبير:

الله أكبر   الله أكبر.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).

لئن كان مُصاب أبناء البحرين جَللا، وعظيمُ فقدهم شديدَ الوطأة زلزلا، فإن المقيمين الذين اتخذوا البحرين موطنا وموئلا، يستحضرون بأسى وخشوع، مناقب الزعيم الجليل وقائدِ مسيرة التنمية مع السابقين من أوائل الرعيل، ويشاركون المواطنين بُكاءَهم فقيدهم بمياه المآقي، سائلين الله أن يجمع أبا علي بشعبه الوفي، في علّيين يوم التلاقي. فقد كان الفقيد كوارف الشجر، يصل خيره وفيؤه إلى مواطنيه وسائر البشر.

لقد كان صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رحمه الله تعالى- في دنيا السياسة- طودا أشمّا، وفي عالم الاقتصاد يَمّا خِضمّا. وكانت نظرته وسياسته تنفذ دوما إلى ما وراء قمّة ذلك الطود من أبعاد وآفاق، وإلى ما دون سطح ذلك اليَمّ من أغوارٍ وأَسحاق.

كان الفقيد رحمه الله أمّة في رجل، حكيما مقداما غير وَجِل، يقارع الخطوب حيث ثقفها، ويزيل العقبات أنّا عَجِمها.

كان الأمير الفقيد، للعاهل المفدى، حفظه الله، خيرَ السندٍ والعضيد. وكان للبحرين ركنا ركينا، ولمنطقة الخليج أُسّا متينا.

وإذا كان مصاب البحرين فيما رُزئت فيه بفقده كبيرا، فإن العزاء فيه- رحمه الله- أنه قد أخلف في منصبه من كان له نائبا أوّلا، وسَندا أثيرا، ورأيا ثاقبا ومُنيرا.

وإذ نستمطر شآبيب الرحمة والغفران على الروح الزكية الطاهرة للفقيد الكريم، ونعزّي البحرين قيادة وشعبا في هذا الرزء الأليم، نرفع أكفّ الضراعة إلى القدير العليم، أن يكلأ بعين حفظه ورعايته، جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، نائب القائد الأعلى رئيس الوزراء، بما حفظ به السبع المَثاني وأمّ الكتاب والذكر الحكيم.

إنا لله وإنا إليه راجعون.