العدد 4409
الإثنين 09 نوفمبر 2020
banner
أردوغان ونظرية جديدة
الإثنين 09 نوفمبر 2020

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أطلق تصريحا جديدا وغريبا بالأيام الماضية يبين أنه يمر بحالة من الارتباك نتيجة فشل مخططاته في أكثر من مكان وتعرض مشروعه التوسعي لضربات متتالية والعزلة التي تعرضت لها تركيا بسبب كثرة العداءات التي أحدثتها سياساتها في ليبيا وسوريا وأذربيجان وشرق المتوسط وأطماع أردوغان في غاز المتوسط.

الرئيس أردوغان قال بالحرف الواحد “كل أرض عليها جنودنا جزء من أرضنا”، وهذه هي المرة الثانية التي يتحدث فيها الرئيس التركي صراحة عن أطماعه الخارجية في ليبيا وسوريا وغيرهما، ولا مانع أن تكون الأرض القطرية أيضا أرضا تركية، طالما أن السند الوحيد لملكية الأراضي هو وجود أتراك عليها، فتركيا لها جنود كثر على الأراضي القطرية، وقد كان أردوغان في السابق قد صرح علنا أيضا أن سوريا وليبيا ميراث أجداده. هذا التصريح يبين إلى أي مدى وصل الرئيس التركي بالاستهانة بالدول العربية التي سقطت في الفوضى وأصبحت مفتوحة أمام المليشيات والمرتزقة الذين يجلبهم أردوغان لكي يتولوا إكمال تخريبها وتحويلها إلى أرض محروقة وجاهزة للالتهام من قبل أردوغان، ومن سخرية القدر أن غالبية هؤلاء المرتزقة جاءوا من سوريا الدولة القومية ذات التاريخ العروبي.

والذي يتابع سير الأحداث في ليبيا تحديدا يجد أن الرئيس أردوغان حريص دائما على بقاء الصراع هناك دون حل، وكلما عقدت جولة من المفاوضات يقوم بوضع العصي في دولاب هذه المفاوضات عن طريق استدعاء الموالين له لكي يقوموا بوضع العقبات ورفض أية صيغة يتم التوصل إليها، مفضلين أن يبقوا في مناصبهم ولو على حساب وحدة تراب بلادهم، ذلك أن حل الصراع هناك معناه أن ليبيا ستكون لليبيين فقط وأنه لا مجال للغريب، وأن المليشيات ستعود من حيث أتت وينتهي الحلم الأردوغاني في استعادة ميراث الأجداد.

لو كانت الشعوب العربية تعرف أن نهاية ربيعها أو خرابها العربي ستكون هكذا من تمزق وانهيار للجيوش وتفتيت للأراضي ودول مفتوحة على مصراعيها للطامعين فيها من ترك وفرس لحمدت الله على ما هي فيه، لكن اليوم لا ينفع الندم، ولن تستطيع هذه الدول التصدي لأطماع أردوغان وإيران إلا إذا أعلت المصلحة الوطنية على المصالح والانتماءات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .