العدد 4403
الثلاثاء 03 نوفمبر 2020
banner
نرفض الإساءة للرسول... ونرفض الإرهاب
الثلاثاء 03 نوفمبر 2020

من الطبيعي جدا أن يغضب ملايين المسلمين في كل أنحاء الكون عندما يساء للرسول صلى الله عليه وسلم بأي شكل من أشكال الإساءة، وهذه الحملة الكونية التي انطلقت بجميع اللغات لتعبر عن تمجيدها وحبها لرسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم هي أمر إيجابي بلا أدنى شك، فكل صاحب عقيدة في هذا الكون يثور أو يحزن عندما يسيء أحد إلى عقيدته، مهما كانت مبررات تلك الإساءة لدى من يمارس هذه الإساءة.

ومن باب استخدام حرية التعبير التي يستميت الرئيس الفرنسي في الدفاع عنها، نقول له إنك أخطأت وأسأت إلى مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين في أنحاء الكون، وأحدثت هزة لأمن وأمان بلادك وأسأت لصورة فرنسا في الخارج وأعطيت فرصة ومبررا للمتطرفين والإرهابيين أن يلحقوا الضرر بأمن الفرنسيين ويسيئوا للإسلام الذي هو بريء من الإرهاب والقتل. نقول له يا سيادة الرئيس إن اليهود يغضبون إذا ما شكك أحد في الهولوكوست، تصريحا أو تلميحا، والمسلمون يغضبون إذا أساء أحد لنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، والغرب الذي تنتمون إليه يحاكم من يتحدث بسوء عن الهولوكوست، لكنه يكفل لمن يسيئون لرسول الإسلام الحماية بموجب حرية التعبير! من باب حرية التعبير نقول لسيادتكم إنكم لستم وحدكم في هذا العالم ومفهوم حرية التعبير الذي تتحدثون عنه يجب أن يراعي مشاعر المسلمين كما يراعي مشاعر اليهود والمسيحيين والبوذيين وغيرهم من أصحاب العقائد.

نحن المسلمون يا سيادة الرئيس لا يمكن أن نسيء لأي نبي أو رمز مسيحي أو يهودي أو غيرهما، فلا يمكننا أن نسيء لقداسة البابا أو نسيء لأي حاخام، لأن ديننا يمنعنا، ونحسب أنكم أيضا لا تسمحون بالإساءة لأي من هؤلاء تحت شعار حرية التعبير، فلماذا تسمحون بالإساءة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم؟

نحن نرفض يا سيادة الرئيس أن يقتل ذلك المدرس الفرنسي الذي كان يعلم تلاميذه كيف يسيئون للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ونتبرأ من الإرهابي الذي جعل من نفسه قاضيا وجلادا وقتل المدرس، لكننا في الوقت ذاته نرفض ما كان يفعله ذلك المدرس ونرفض مفهوم حرية التعبير الذي يسمح بالإساءة للمقدسات، سواء كانت مقدسات إسلامية أو مسيحية أو يهودية. هذه هي نقطة الاختلاف يا سيادة الرئيس والاختلاف أمر يجب أن يحترم حتى لا تزداد الكراهية في هذا العالم الذي نشترك فيه جميعا على اختلاف عقائدنا، وحتى لا نوفر بيئة مناسبة لأصحاب الفكر المتطرف والإرهابيين لكي يمارسوا القتل والدمار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية