في كل عام تقدم وزارة الداخلية استراتيجية ميدانية متميزة لنجاح موسم عاشوراء، ويتسم العمل بالديناميكية والتفاعل والتواجد المستمر على مدار الساعة، وذلك لتحقيق الهدف الأكبر وهو نجاح موسم عاشوراء، وبما أن إحياء موسم هذا العام تطلب جهودا متعاظمة ومدروسة بسبب جائحة كورونا واتباع الإجراءات الاحترازية التي حددها الفريق الطبي من أجل حماية الصحة والسلامة العامة للجميع، شاهدنا التزاما كبيرا من قبل جميع المآتم والمواكب الحسينية في مختلف المحافظات والعمل مع وزارة الداخلية بمبدأ روح الفريق الواحد، وفي الاجتماع الذي عقده الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية مع السيد يوسف بن صالح الصالح رئيس مجلس الأوقاف الجعفرية، وعدد من أعضاء هيئة المواكب الحسينية ورؤساء المآتم أكد أن “نجاح موسم عاشوراء، وما لمسناه من التزام بإجراءات الفريق الطبي، يعبر عن حالة من الوعي المجتمعي والمسؤولية الوطنية، وما أبداه رؤساء ومسؤولو المآتم وأعضاء هيئة المواكب الحسينية، من التزام وتعاون بناء، أسهم في الخروج بموسم عاشوراء بهذا الشكل المتحضر”.

ولما كانت للخطاب الديني أهمية كبرى ومؤثرة في حياة الفرد والمجتمع، فقد سار الخطاب الديني في موسم عاشوراء في الاتجاه الصحيح وكل من اعتلى المنبر اتسم بوعي تام ومسؤولية، وتعاطى مع الموقف بالالتزام متخذا النصيحة والإرشاد طريقا له، حيث أشار وزير الداخلية في الاجتماع إلى أن “أيام عاشوراء هذا العام، شهدت التزاما بالخطاب الديني وترتيب الجلوس حول المآتم والمحافظة على التباعد الاحترازي أثناء المواكب الحسينية، وهو ما يعكس مستوى الوعي والانضباط والمسؤولية الوطنية”.

لقد كانت الروح الوطنية والتكاتف والمسؤولية العنوان الأبرز في موسم عاشوراء، وهذه هي الصورة التي تقدمها البحرين دائما كونها منارة للتعددية المذهبية وقاعدة صلبة للمبادئ الإنسانية وحرية المعتقد وتعزيز الوئام بين الجميع.