+A
A-

سعودية تمتلك شركة لصناعة الصواريخ وتحلم بريادة الفضاء

استضافت الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في حلقتها الثالثة من سلسلة مبادرة SpaceTalk عبر تطبيق (زووم)، أول خليجية تعمل في مجال تصميم الصواريخ والمراكب الفضائية المهندسة مشاعل الشميمري من المملكة العربية السعودية.

وتحدثت الشميمري عن تجربتها في هندسة الطائرات والصواريخ والمراكب الفضائية في الولايات المتحدة الأميركية وعن شركتها الخاصة لصناعة المركبات الفضائية والصواريخ الهجينة وعن تجربتها مع وكالة (ناسا)وإسهاماتها في صنع 22 برنامجا مختلفًا للصواريخ.

نفوذ "عنيزة"

لم تكن أسرة مشاعل على علم بأن رحلتها إلى صحراء نفوذ عنيزة ستكون الشرارة الأولى لإشعال الشغف لدى الطفلة ذات 6 أعوام بالفضاء،كانت سماء الصحراء الصافية وكثافة النجوم المتلألئة بدايةً لإثارة تساؤلاتها الكثيرة واهتمامها الشديد حول اختلاف ألوان وأحجام النجوم في سماء الصحراء الصافية.

لم تتوقف أسئلة الطفلة مشاعل حول النجوم والفضاء والسماء منذ ذلك اليوم ولم تشبع الأجوبة التي تلقتها فيما بعد من والدتها وأختها فضولها، فقررت استكشاف الفضاء بنفسها يوما ما، وتعلقت بفكرة الصواريخ وطريقة صنعها لتصل للفضاء، علها تشبع شغفها وتجيب عن تساؤلات لم تهدأ في عقل الصغيرة.

الميول العلمية

ساعدت ميول مشاعل العلمية على تحقيقها حلم الطفولة فتابعت الفتاة مغامراتها في تفكيك الأجهزة وتركيبها واستكشاف الدوائر الكهربائية وطريقة عملها، ودفعها شغفها بالعلوم لدخولها المنافسات، فشاركت في مسابقة صناعة الرجل الآلي (والروبوتات) ففاز فريقها بالمركز الأول على 80 فريقا، وحققت المرتبة الثالثة في ذات المجال على 400 فريق آخر وهي طالبة في المرحلة الثانوية.

واصلت الشابة مشاعل طريقها في مجال العلوم وحازت شهادة البكالوريوس في علوم هندسة الطائرات والصواريخ والمراكب الفضائية، كما أن إبداعها في الرياضيات مكّنها من الحصول على شهادة البكالوريوس في الرياضيات في ذات الوقت لما له من تداخل في مجال الفضاء.

(ناسا) الأميركية 

فور حصولها على البكالوريوس كلفتها الوكالة الأميركية للفضاء (ناسا) ببحث لإرسال الانسان بصواريخ نووية سلمية إلى المريخ، وتكفلت (ناسا) بدراستها للحصول على شهادة الماجستير في هندسة الطائرات والصواريخ والمراكب الفضائية التي ركزت على الصواريخ النووية.

رغم هدفها للحصول على درجة الدكتوراه إلا أن نقطة التحول بعد التخرج من الماجستير دفعها للعمل في قسم ديناميكا الهواء في شركة "رايثيون" لنظم الصواريخ وساهمت من خلال عملها في صناعة 22 برنامجا مختلفا للصواريخ.

أدركت الشميمري أن شغفها بالعمل التقني وحبها لهذا المجال لم يعد عليها بالفائدة المباشرة في البرنامج السريع كثير الضغط، كذلك تأثير الازمة الاقتصادية في 2008 على شركات علوم الفضاءالتي بدأت تسرح عمالها في 2010 كان له دور مباشر في مسيرتها العملية.

الفرصة والنجاح 

صنعت الشميمري فرصتها في عمر 26 ووضعت في موقف اختيار لتؤسس شركتها الخاصة التي اعتمدت على صناعة الأقمار صغيرة الحجم والصواريخ الهجينة فكانت شركة "مشاعل ايروسبيس"عام 2010. إلا أن نقص التمويل المادي أوقف عملها في 2014 بعد تحقيقها هدفها في صناعة الصواريخ الهجينة وتفوقها في الاختبارات الثابتة. 

الحلم 

رغم توقف شركتها مؤقتا لنقص الدعم المادي إلا أن الملهمة الشميمري استمرت بدعم حلمها لتكون رائدة فضاء يوما ما فحصلت على العديد من الشهادات في مجال الطيران والغوص ومهاراتها للحلم الذي تريد تحقيقه، وتعمل الشميمري اليوم استشارية في مجالها وأستاذة في قسم الهندسة الميكانيكية والفضاء في جامعة ميامي، وتعيش شغفها كل يوم من خلال تثقيف وإلهام الآخرين من خلال المؤتمرات والندوات عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.