+A
A-

إذاعة البحرين.. ثمانون عامًا من الريادة والإبداع

يشكل افتتاح سعادة السيد علي بن محمد الرميحي وزير الإعلام لسبعة استوديوهات إذاعية بعد تجديدها وتزويدها بأحدث الإمكانات الفنية والتقنية والرقمية، نقلة نوعية في مسيرة الإعلام الوطني، وأداء رسالته التثقيفية والحضارية، ومواكبته لمسيرة الإنجازات التنموية الشاملة والمستدامة خلال العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أيده الله ورعاه.

وتسعى وزارة الإعلام بتنفيذ هذا المشروع التقني لتطوير الاستوديوهات الإذاعية إلى تعزيز تميزها وريادتها في مجال العمل الإذاعي على مدى ثمانية عقود، منذ إنشاء البحرين لأول محطة إذاعة لاسلكية في منطقة الخليج العربي في الرابع من نوفمبر 1940، قبل افتتاح مبنى إذاعة البحرين اللاسلكية في 21 يوليو 1955، وإطلاق راديو البحرين باللغة الإنجليزية في عام 1977، وتدشين المبنى الجديد للإذاعة بمجمع الوزارة عام ‏‏1982، وبث إذاعة القرآن الكريم في العام ذاته، ووصول ساعات البث إلى 24 ساعة يوميًا اعتبارًا من ديسمبر 1990، مرورًا بتأسيس إذاعات: بحرين إف. إم، والشعبية، والطربية، والشبابية، وأخيرًا انطلاقة "إذاعة هنا الخليج العربي" من المنامة في نوفمبر 2016، إلى جانب توفير الدعم الفني للقنوات الخاصة، وإعادة بث القناتين الأولى والدولية لتليفزيون البحرين، والعديد من المحطات الإذاعية العربية والدولية العريقة.

وأسهمت إذاعة البحرين طوال سجلها المشرف وتاريخها العريق، وعبر جميع محطاتها ومختلف برامجها من إخبارية وسياسية واقتصادية واجتماعية ودينية وثقافية وفنية، وموسيقية، وشبابية وترفيهية، بدورها الوطني والإنساني في التعبير عن نبض الوطن والمواطنين، وخدمة قضاياهم واهتماماتهم بحرية وشفافية ومصداقية وأمانة في إطار النقاش البناء، والحوار الموضوعي المسؤول، ونشر الوعي والمعرفة في المجتمع، وغرس مبادئ المحبة والولاء لصاحب الجلالة الملك المفدى والانتماء للوطن، والذود عن أمنه واستقراره، والتمسك بقيم الوحدة الوطنية.

وحافظت إذاعة البحرين على ريادتها في إبراز هوية البحرين التاريخية وإرثها الحضاري، وتعزيز منجزاتها التنموية، لتعبر بصدق عن صوت الوطن والمواطنين، وتحمل عبر الأثير رسالة البحرين إلى العالم في إشاعة روح التسامح والتفاهم المشترك بين جميع الثقافات والحضارات والأديان من أجل خير وسعادة الإنسانية، ملتزمة في ذلك بالضوابط المهنية ‏والأخلاقية في التعبير عن الرأي، وضمان الحق في الحصول على المعلومات وتداولها، ‏وفقًا للدستور والتشريعات الوطنية وميثاق الشرف للإعلام المرئي والمسموع ودليل السلوك ‏الإعلامي لعام 2012، وغيرها من المواثيق الإعلامية والحقوقية العربية والدولية.

وواصلت إذاعة البحرين رسالتها الإبداعية وتأثيرها الإيجابي على الرأي العام بفضل الدعم اللامحدود للحريات الإعلامية من لدن صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى، وحكومته الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، ومؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.

وتمشيًا مع هذه الأجواء المنفتحة والتقدم التكنولوجي، شهد الإنتاج الإذاعي تنوعًا في رسالته ومحتواه وتقدمًا لافتًا في انتشاره وتأثيره من خلال البث السنوي لأكثر من 105 برامج متنوعة، و90 ألف مادة مسموعة، و210 مادة موسيقية، بمعدل إجمالي يتجاوز 63 ألف ساعة، بنسبة إنتاج محلي تتخطى 98% في إطار الحفاظ على الهوية الثقافية والحضارية الوطنية، إلى جانب إنتاج أكثر من 400 فيديو سنويًا وبثه عبر المنصات الرقمية لترويج العمل الإذاعي وجهود الكوادر الوطنية، مع الاعتزاز على وجه خاص بعطاء المرأة البحرينية وتمثيلها أكثر من 50% من إجمالي عدد موظفي الإذاعة.

وأسهمت إذاعة البحرين بدورها الوطني الفعال والمسؤول في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية كافة، من خلال حرصها الدائم على صون أمن الوطن واستقراره، وتعزيز مكتسباته الديمقراطية والتنموية، والتزامها بنشر قيم التسامح والوسطية والاعتدال، ونبذ التعصب والتطرف والغلو، ومكافحة الطائفية والإرهاب، ونشر الحقائق والمعلومات الصحيحة في مواجهة الشائعات والأكاذيب، ويشار في هذا الصدد إلى زيادة ساعات البث الإذاعي المباشر خلال العام الماضي بنسبة 29%، والبث المسجل بنسبة 120%.

وأثبتت الإذاعة جدارتها بالمشاركة بفاعلية ضمن فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد في مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد (COVID-19)، عبر تأدية رسالتها التوعوية والتنويرية بشفافية ومصداقية، مما أسهم في الحفاظ على الصحة والسلامة العامة لجميع المواطنين والمقيمين، ونشر الطمأنينة في المجتمع، من خلال تغطياتها الإخبارية اليومية، ولقاءاتها الدورية مع المسؤولين المعنيين، وعرض المؤتمرات الصحفية والتصريحات الرسمية، وإنتاجها وبثها لأكثر من 30 فاصلاً توعويًا، و13 حلقة ضمن المسامع الدرامية، وبث أكثر من 40 فيديو عبر حسابات الإذاعة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وحرصًا على استدامة الإنجازات والتطورات المهنية ‏والفنية، جاء افتتاح سعادة وزير الإعلام لهذا المشروع التقني الجديد في مرحلته الأولى، ضمن أكثر من (20) مشروعًا فنيًا وتقنيًا لتطوير البنية التحتية لقطاع الإعلام والاتصال، متضمنًا تجديد سبعة استوديوهات إذاعية، وتزويدها ‏بأحدث المعدات وأجهزة البث والتسجيل بتقنية عالية الجودة، وتحديث غرفة المراقبة الرئيسة وغرفة التحكم المركزية والديكورات والأرضيات وعوازل الصوت، وتغيير التجهيزات التماثلية إلى أجهزة حديثة رقمية، وتركيب نظام آلي حديث للبث (RCS)، وتجهيز الأستوديو رقم (5) بإمكانية البث المرئي المباشر عبر الإنترنت وشاشة تلفزيون البحرين، بتوفير ثلاث كاميرات رقمية وشاشات للفيديو الجداري، وتهيئة الأستوديو (8) لإنتاج الأغاني والموسيقى بجودة عالية ووفق أحدث الأنظمة العالمية، إلى جانب الأرشفة الرقمية لأكثر من 80 ألف ساعة إذاعية لحفظ التراث الوطني.

وإلى جانب التجهيزات التقنية، تعمل إذاعة البحرين على مواصلة برامجها ودوراتها التدريبية لإعداد وتأهيل الكوادر الإذاعية والفنية والهندسية الوطنية، ورفدها ‏بأحدث الفنون والمهارات التي تمكنها من توظيف التقنيات الحديثة في البث الإذاعي، وتعزيز الانفتاح على الخبرات العالمية، ومتابعة التبادل الإذاعي ‏عبر الأقمار الصناعية في إطار اتحاد إذاعات الدول العربية، والإنتاج البرامجي ‏المشترك مع البلدان الخليجية والعربية الشقيقة، بما يعزز من تنافسية القطاع الإذاعي وجاذبيته الاستثمارية.

إن وزارة الإعلام، وهي تمضي في تنفيذ مشروعاتها الفنية والتقنية الحديثة، تستذكر بكل الفخر والاعتزاز رواد العمل الإذاعي الأوائل الذين أسسوا هذا الصرح الحضاري الكبير، وأسهموا في نشر رسالة البحرين إلى أبناء الوطن والعالم أجمع، وفي مقدمتهم: إبراهيم كانو، وعبدالرحمن عبدالله، وحسن كمال، و‏أحمد يتيم، وأحمد سليمان، وسعيد الحمد، وعائشة عبداللطيف، وأمينة الشملان، وفتحية عبدالله، وغيرهم الكثير من رموز الإبداع الوطني، كما تؤكد شكرها وتقديرها لكوادرها الوطنية من ذوي الخبرة والشباب على إخلاصهم وتفانيهم في خدمة الوطن، وإبداعاتهم في مواكبة التقنيات الحديثة في تطوير الرسالة الإعلامية.‏