+A
A-

القيادة الأكاديمية القوية والبنية التحتية المجهزة ضروريتان لاستمرار التعليم الافتراضي

في ظل النجاح الباهر للمؤتمر الذي فاق التوقعات، عقدت كلية البحرين التقنية (بوليتكنك البحرين) مؤخرًا جلسة حوارية لمناقشة توصيات مؤتمر التعليم الإلكتروني في نسخته الثانية، الذي عقد خلال الفترة من 9 إلى 11 يونيو 2020 تحت شعار: "التميز في التعليم الإلكتروني لضمان جودة التعليم"، إذ خلصت المناقشات إلى أن القيادة الأكاديمية المؤسسية المستجيبة والفعالة، إلى جانب استراتيجية التعليم والتعلم القوية التي تدعمها، والأكاديميين المدربين جيدًا، والبنية التحتية المؤسسية للتعلم الإلكتروني وتكنولوجيا المعلومات المجهزة بشكل جيد، ضرورية للغاية في السنوات القادمة من أجل استمرارية عملية التعليم والتعلم الافتراضي.

تكون الفريق الذي ناقش توصيات المؤتمر من كل من: الدكتور يابينغ جاو من شركة كواليتي ماترز - الولايات المتحدة الأمريكية، والدكتورة نينا عبدالرزاق، المستشار الأكاديمي بإدارة مراجعة أداء مؤسسات التعليم العالي - هيئة جودة التعليم والتدريب - مملكة البحرين، ومن بوليتكنك البحرين: نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الأكاديمية الدكتورة ريم البوعينين، ومدير التطوير الأكاديمي السيدة إيما جناحي، فيما أدار الجلسة رئيس قسم التعليم والتعلم بالبوليتكنك الدكتور روجيليو ليفاردو جونيور.

وفي ذلك، صرحت القائم بأعمال نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الأكاديمية ببوليتكنك البحرين الدكتورة ريم البوعينين بأن ردود فعل الحضور والمشاركين في المؤتمر واستجابتهم كانت إيجابية وفعالة للغاية، وقد أشاد العديد منهم بمستوى تنظيم المؤتمر وأهميته في مثل هذا الوقت، مشيرين إلى أن المؤتمر لم يكن فرصة للتعاون ومشاركة أفضل الممارسات وتعزيز القدرات فحسب، بل إنه قدم أيضًا الأمل والتوجيه للأكاديميين للتفكير في ممارساتهم وتحسينها وتطويرها لدعم الطلاب الذين سيلتحقون قريبًا بفصولهم الافتراضية.

وأوضحت أن الجلسة الحوارية تناولت العديد من النقاط ذات الصلة بمزيد من التفصيل، وكان أحد المرتكزات المهمة التي ركز عليها المؤتمر هو ضمان المواءمة البناءة لمخرجات التعلم وكيفية تصميمها وصولًا إلى التقييمات، والمهارات المتوقعة لقطاع الصناعة من الخريجين الجدد، حيث اتفق المشاركون في الحلقة على أن هذه المرتكزات كانت قابلة للتطبيق على البرامج المباشرة أو وجهًا لوجه، إذ يجب أن يؤخذ في الاعتبار ضمان الجودة خاصة عند تصميم أو إعادة تصميم المقررات الدراسية التي يتم تقديمها عن بعد. كما يجب على مصممي هذه المقررات التأكد من أن نتائج التعلم قابلة للتحقيق، مع ملاحظة أن هناك العديد من خبرات التدريب والتعلم التي لايزال من الأفضل مواجهتها واكتسابها من التدريب العملي، ومن ضمنها الحاجة إلى التدريب العملي والنشط لتنمية المهارات، مشيرةً إلى أنه بالرغم توافر برامج المحاكاة، فإن التدريب العملي الفعلي يعد مهمًا جدًا.

وأضافت البوعينين أنه من ضمن النقاط المهمة التي تمت مناقشتها أيضًا، هي التحديات التي قد تواجهها مؤسسات التعليم العالي في كل انحاء العالم بعد هذه الجائحة التي بالتأكيد ستترك أرًا على السياسات والتوجهات العالمية في قطاع التعليم العالي، مؤكدةً أن توجه مؤسسات العالي جميعها للتعلم عن بعد سوف يزيد من التنافسية بشكل كبير وسيكون النجاح حليف المؤسسات التي ستكون قادرة على إنتاج محتوى معرفي إلكتروني منافس في ظل توافر المعرفة. مشيرةً إلى أنه على الرغم من أن أغلبية الطلاب يعتبرون على دراية تكنولوجية جيدة، فإن العديد منهم يشعرون بالحماس بسبب وجودهم في مساحة تعلم افتراضية، وهذا ما يجب استغلاله للانطلاق إلى ما بعد جائحة كوفيد-19 وتهيئة الطلاب لعالم ستغير هذه الجائحة من ملامحه، وسينعكس هذا التغيير على سوق العمل. ولذا فالأمر متروك الآن للإدارات التعليمية لإيجاد طرق ووسائل لدعم وتهيئة الخريجين لهذا التغيير.

إلى ذلك، قالت البوعينين إن المناقشات خلصت إلى ضرورة التركيز على المهارات التي سيتطلبها سوق العمل بعد هذا التغيير. وفيما يتعلق بتقييم أداء مؤسسات التعليم العالي، تركزت التوصيات على أهمية التقييم الذاتي الناقد لهذه المرحلة والانطلاق منه نحو فرص تحسين كبرى للمناهج وطرق التدريس وعمليات التقييم، بالإضافة إلى التركيز على الأنشطة اللاصفية التي تصقل شخصيات الطلاب وتؤهلهم للتأقلم مع أي تغييرات كبرى قد تطرأ على سوق العمل في المستقبل.