العدد 4256
الثلاثاء 09 يونيو 2020
banner
د.حورية الديري
د.حورية الديري
تحدي الحاسة السادسة
الثلاثاء 09 يونيو 2020

لطالما يستحوذني التفكير في هذا الأمر، كلما أبدأ التركيز في أمور يخيل لي أنني أتوقعها وأشعر بها قبل أن تحصل، ولا أعلم ما السر بيني وبينها سوى أنها أمنية تمنيتها وأنا في حالة هدوء وصفاء ذهني وتحققت، وهذا الإحساس غير الملموس أخذني نحو القراءة والبحث، إذ لم أجد له تعريفا علميا دقيقا بعد.

نعم هناك بعض المراجع التي تؤكد أن مصطلح الحاسة السادسة من الحقائق العلمية كما في نظرية العالم المعروف سينل التي جاءت في كتابه الحاسة السادسة، وكتاب ظواهر الإدراك الحسي الفائق لجوزيف راين الصادر منذ العام ١٩٣٤.

وأحد تعريفات الحاسة السادسة أنها “تصور خارج الحواس يعرف علميًا باختصار (ESP) ويتجاوز حواسنا الخمس المعترف بها، السمع والتذوق والبصر والشم واللمس، وهذه القدرة قد لا يستشعرها الجميع لكنها موجودة عند كل الناس وبحاجة لتفعيل قبل أن يتمكنوا من استخدامها”.

وهنا يجدر بنا التساؤل حول سبب المعلومات البسيطة حول هذا الموضوع بالرغم من جدارتنا في تحدي الكثير من الظواهر والعلوم.

لا أعلم عدد المرات التي تشاركت بها الحديث مع شخص قريب أو بعيد وبدأنا أو انتهينا بأن لدى أحدنا “الحاسة السادسة” بمجرد إدراكنا لأمر ما، ولنقف أمام عباراتنا “القلوب عند بعضها” و”من القلب إلى القلب رسول” “توك اليوم على بالي” ولكم التفكير المتأني في ذلك.

ألا يهاتفك شخص ما في اليوم الذي تخطط لمهاتفته؟ ألا تلتقي بشخص في المساء وقد رأيت طيفه أمامك في الصباح؟ أمور تجعل الدهشة تسبق محياك عند حصولها، وعليه أدعو أصحاب الاختصاص والباحثين للتركيز على هذه الظاهرة ودراستها بعمق أكثر كي نصل إلى مفاهيم علمية واضحة للقدرات الخارقة للبشر التي تساعدنا في المزيد من الفهم لأنفسنا والعالم الذي نعيش فيه، وإذا افترضنا وجودها العلمي وأثبتنا ذلك، لماذا لا يتم تفعليها؟ والسؤال المفتوح الآن: كيف ستسهم القدرات الخارقة التي يمتلكها الإنسان إن أدركها كلها أو بعضها في إحداث التغيير في حياتنا؟

دعوة للتفكير معي فيما نمتلك من قدرات ظاهرة وكامنة وخفية، ولو كانت متفاوتة بين البشر، واستثمارها بما يحقق لنا المزيد من التكامل والإبداع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .