العدد 4225
السبت 09 مايو 2020
banner
شهر رمضان والحجر الذاتي
السبت 09 مايو 2020

الحجر المنزلي أو الحجر الذاتي يعني البقاء في البيت من أجل تجنب الاتصال بالآخرين، ويعتبر هذا التجنب أفضل لقاح لداء “كوفيد 19” المنتشر عالميًا، وهو جزء لا يتجزأ من الإجراءات الاحترازية التي أعلنتها الدولة وكل دول العالم ومنظماتها الصحية حماية لنا ولجميع الناس. علينا أن نبقى في البيت لنحمي أنفسنا حتى إن لم نكن مصابين، فصحتنا أمانة علينا المحافظة عليها وحمايتها من التعرض لأية نكسة.

لقد اعتدنا في شهر رمضان من كل عام أن نلتقي بالأحباء والأصدقاء والأقارب، واعتدنا على توزيع الأطعمة الرمضانية على الجيران، واعتدنا الذهاب للمجالس والمآتم والمساجد، والسهر وأكل الغبقات اللذيذة في الكثير من البيوت الكريمة، ولكن هذا العام لم نمارس هذه العادات بسبب “كوفيد 19” والتزمنا بالبقاء ببيوتنا ما أكسبنا صحة وأبعدنا عن الوباء، والحجر المنزلي الطوعي يتوافق مع مفهوم التباعد الاجتماعي لأنه يحد من الاتصال الوثيق بين الناس.

إن الحجر المنزلي لا يعني البقاء وحيدًا في البيت والانعزال عن العالم، بل يمكن للإنسان وهو في البيت القيام بعدد من الأمور وبدون التعرض لمخاطر الوباء، إذ يمكنه الاتصال بالآخرين باستخدام مكالمات الفيديو أو الواتساب أو الاتصال هاتفيًا، ومشاهدة برامج التلفزيون، وقراءة القرآن والكتب، وممارسة الرياضة في البيت أو في حديقة البيت، ومزاولة الألعاب الإلكترونية، وممارسة أنشطة متنوعة مع العائلة والأبناء، ودراسة بعض اللغات الأجنبية أو بعض الفنون الجميلة باستخدام تطبيقات الحاسب الآلي المختلفة، وكذلك يمكن للبنات تعلم فنون الطبخ وغير ذلك، فممارسة بعض هذه الأنشطة ستفيد الإنسان وستكسبه العديد من المهارات وستصقل قدرته في الحياة.

ويعد الالتزام بالحجر المنزلي أفضل الخيارات لمكافحة داء الكوفيد، فهو يحد من قدرة الوباء على الانتشار والمساهمة في السيطرة عليه والحد من تفشيه من خلال البقاء في البيت وعدم الاختلاط بالآخرين. ويؤكد الأطباء أن البقاء في البيت مهما كانت الفترة لن ينعكس سلبًا على الصحة النفسية أو البدنية خصوصا إذا تمت الاستفادة من الوقت في ممارسة مختلف الألعاب الذهنية والإلكترونية والقراءة والرياضة البدنية، فالبقاء في البيت انتصار على الكوفيد وقسوته.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية