العدد 4215
الأربعاء 29 أبريل 2020
banner
شهر رمضان والتباعد الاجتماعي
الأربعاء 29 أبريل 2020

أقبل علينا شهر رمضان المبارك بعظمته وبركاته، وقد فرض سبحانه وتعالى أداء صومه على المسلمين القادرين من العام الثاني للهجرة الشريفة، وقد ميزه الله تعالى عن باقي أشهر السنة بعدة خصائص، منها أداء العبادات الرمضانية في المساجد، وتنظيم اللقاءات والتجمعات في المجالس والأماكن العامة من مقاهي ومنتزهات.

إلا أن شهر رمضان يختلف هذه السنة، وليس من الممكن التمتع بهذه الخصائص، وذلك بسبب “كوفيد 19”، فمن ضمن الإجراءات الاحترازية التي أعلنتها الدولة الالتزام بالتباعد الاجتماعي والبقاء في البيوت، وعدم أداء العبادات الرمضانية في المساجد وإقفال المقاهي والمنتزهات وعدم ارتياد المطاعم وغيرها من الأماكن العامة، بهدف الوقاية من الكوفيد ومنعًا لانتشاره بين الناس، فما هو التباعد الاجتماعي؟

يُقصد بالتباعد الاجتماعي الحفاظ على مسافة أو مساحة بين الأشخاص في الأماكن العامة منعًا لانتشار الكوفيد لتقليل الإصابة به، ويُقصد به أيضًا التباعد الجسدي، فلا تلامس أو تصافح باليد حتى ولو لم يكن الأشخاص مرضى، وهذا لا يمنع من الحفاظ على التواصل الاجتماعي والعاطفي مع الأصدقاء والعائلة بوسائل الاتصال المختلفة. فمع أن شهر رمضان الكريم هو شهر التواصل والاجتماع وفرصة ثمينة للقاء الأهل والأقارب والأصدقاء إلا أن “كوفيد 19” خطَ لنا خطًا أحمر لمنع تحقيق هذا التواصل واللقاءات، لأن فيروس الكوفيد ينتقل بسهولة بين الأشخاص. وجاء إعلان “خلك بالبيت” و”العمل والدراسة وإنجاز المعاملات عن بُعد” كإعلان حرب على ذلك الفيروس وحماية لجميع الأشخاص، فالتزامنا بالبيت مشاركة في ملحمة القضاء على الكوفيد، حمايةً لنا ولعائلتنا وأفراد مجتمعنا.

للتباعد الاجتماعي آثار سلبية على الإنسان والمجتمع، لكن في هذه الظروف هو ذو قيمة إيجابية كُبرى، فإذا أُصيب أي شخص بالكوفيد لا يعني أنه ارتكب خطأ ولكن الخطأ هو الاقتراب منه، والصحيح هو الابتعاد عنه قدر الإمكان، لهذا جاءت أهمية التباعد الاجتماعي لحماية أنفسنا أولا ولأجل العمل معًا لإيقاف فيروس الكوفيد من الانتشار والقضاء عليه ثانيا، فلنبتعد اليوم لنلتقي غدًا ونحن في صحة وعافية، وكل عام وجميعنا بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .