+A
A-

تطور الإنسان اعتمد على النار واللغة

صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت الطبعة العربية من كتاب "ما بَعدَ التَّفَوق: كيف تَطَوَّر الإنسان من خلال النار واللغة والجَمال والزمن"، وهو من تأليف الكاتبة البريطانية المتخصصة في العلوم والبيئة جاييا ڤينس وترجمة الدكتور عامر شيخوني ومراجعة الدكتور عماد يحيى الفَرَجي.

يدور موضوع الكتاب حول التطور الذي وصل إليه الإنسان بيولوجياً وثقافياً ويَشرَحُ التأثير المتبادل بين الإنسان وبيئته، ويثير أسئلةً كثيرة ويَقدِّمُ شروحاً موسوعية مُشَوِّقة يعتبر فيها أن الإنسان قد تجاوز تَقدمه إلى مرحلة "ما بَعدَ التَّفَوق"، تحت هذا العنوان وبأسلوب سَهل مُمتَنِع تُقَدِّمُ لنا الكاتبة البريطانية جاييا ڤينس رؤيةً جديدة عن تطور الإنسان مِنْ نَشاة الكون حتى الآن، وتَستَشرِفُ لَنا نظرةً إلى المستقبل القريب.

يتمثل الجديدُ من وجهة نَظَر المؤلفة في النظرةُ الموسوعية الشَاملة التي تَمزُجُ التطور البيولوجي والبيئي مع التطور الثقافي. تَشرَحُ لنا الكاتبةُ بوضوح كيف وَصَلنا إلى ما نحن عليه الآن من خلال التفاعل بين عناصر التطور الثلاثة: البيولوجيا والثقافة والبيئة. ثم تُتابِعُ بتقديم رؤية جديدة للإنسان العالمي المُعاصِر، وكأنما أصبَحنا نُشَكِّلُ معاً كائناً حَيَّاً واحِداً تُطلِقُ عليه اسم "إنسان الهومني" الذي يَتَمتَّعُ بإمكانيات شاملة بفضل تطوره البيولوجي والثقافي. كما تَستَشرفُ المستقبل بِتَوَقعِ اتّجاه جديد في تطورنا البيولوجي/ الثقافي نحو ظهور إنسان جديد هو الإنسان السَّايبورج (الإنسان الإلكتروني/ البيولوجي) الذي يَتَضَمَّنُ جِسمُهُ البيولوجي أجزاء إلكترونية، وتَذكُرُ أنَّ واحداً من هؤلاء السَّايبورج يعيش بالفعل بيننا منذ سنة 2004

تنتقل بنا الكاتبة مِنَ نَشأة الكون إلى ظهور الإنسان على الأرض وتُفَصِّلُ في تطوره البيولوجي والثقافي من خلال عوامل رئيسية هي: النار واللغة والجَمال والزمن. تُؤكِّدُ في مناقشتها على تَمَيُّزِ الإنسان العاقل على جميع الكائنات الحَيَّة الأخرى في ناحيتين: التَّقَدم في تطورِنا البيولوجي والثقافي بتأثير تَغَيُّرات ظروف البيئة، وقدرَتنا الفريدة على تَغيير البيئة ذاتها في الوقت نفسه. فالإنسان هو الكائن الحي الوحيد الذي قام بتغيير بيئته ومظاهرها في كافة أرجاء هذا الكوكب بِفَضلِ الإمكانيات العقلية والاجتماعية الفريدة التي يَتمَتَّعُ بها.​