العدد 4173
الأربعاء 18 مارس 2020
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
الحرب العالمية ضد كورونا
الأربعاء 18 مارس 2020

العالم لأول مرة بعد القرنين التاسع عشر والعشرين، يواجه تحديا على الصعيدين الاقتصادي والصحي بهذه الخطورة، فحرب أسعار النفط أضحت دولية وتصب في هزة بين أوبيك وروسيا وأميركا والسعودية وثمة علامات استفهام تحيط بهذا الموضوع، ففي ذات الأسبوع هبطت الأسعار وارتفعت بشكل دراماتيكي، يقابل ذلك تصاعد أرقام الإصابات والوفيات بمرض كورونا في العالم، ما يفتح الباب للتحول إلى وباء يشبه الأوبئة التي سادت في القرون الماضية، لكن الفرق أنه في ذلك الوقت لم يكن العالم متقدما ومتطورا، فحصدت الأوبئة الملايين، أما اليوم بوجود ثورة العلم والطب فالتحدي يبدو قويًا والعالم بانتظار اللقاح المأمول الذي بالطبع لن يخرج إلا من دولة عالمية تتحكم بالعلوم والتكنولوجيا وستتحكم كذلك بتصنيعه وتوريده ويا ويل الدول الفقيرة التي لا تملك ثمن المصل القادم من المختبرات الغربية.


التحدي المالي هو ما تواجهه كثير من دول العالم وخصوصا الشرق أوسطية من فقر وعوز وانعدام السيولة، ما يهدد بإفلاس الدول وليس أدل على ذلك من وضع لبنان والعراق واليمن، فإذا ما استمر تدهور الوضع المالي والركود العالمي، وخسارة العالم للمليارات بسبب انتشار كورونا فإن الدول الفقيرة ستفلس والدول الغنية ستخسر وتصاب بأخطر ركود هدد العالم منذ القرن الماضي. فالمجمعات التجارية وإغلاق الحدائق الكبرى مثل ديزني ومثيلاتها والسياحة وشركات الطيران والفنادق وحركة التبادل التجاري، بالإضافة لتراجع كل النشاطات الاقتصادية والسياحية مثل المطاعم والسينما في كل الدول، بدأت نتائجه تظهر بخسارة العالم ما يوازي وبحسب الصورة العامة 1،1 تريليون دولار حتى الآن، خسائر السياحة وحدها فقط 112 مليار دولار، بحسب الخبير الاقتصادي وائل النحاس، فالبورصات تنزف والعملات تخسر والنفط يهتز والمطاعم ودور السينما وشركات الفاست فود تغلق أو تواجه تحديا، وإذا ما استمر الوضع فإن العالم برمته سيهتز وهنا يرتفع الخطر وينفجر بوجه الدول والشعوب في كيفية مواجهة تحد أممي لم يسبق أن مر به العالم منذ الحربين العالميتين؟ فهل هي مقدمة الحرب العالمية الثالثة على الصعيدين الصحي والاقتصادي؟ وهي هذه المرة ليست بين دول ولكنها حرب ضد الدول والشعوب كلها، ومن يصمد هو من يملك الرؤية والتكنولوجيا والفلسفة.


ضمن سياق كل هذه التحديات وفي ضوء هياج عالمي من أجل التصدي لهذه الحرب الكونية على الشعوب بالعالم والتي يقودها زعماء وعلماء ومعاهد ومراكز بحوث، قادة سياسة وفكر وعلوم وتكنولوجيا وخبراء مال واقتصاد، نرى طائفة من الجهلة يكتفون بتسويق وترويج الشعوذات خصوصا في العالم العربي وفي الأوساط الأمية وشبه الأمية. أصبح التحدي اليوم للوعي والمعرفة والرؤية الثاقبة والحنكة. هل نملكها؟.


تنويرة: من علامات الجهل الادعاء بعدمه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .