العدد 4173
الأربعاء 18 مارس 2020
banner
استغل بقاءك في المنزل بالقراءة
الأربعاء 18 مارس 2020

إذا كان العلم حقائق وقوانين ومعلومات، ومقاييس وأرقاما، فإن الثقافة هي مفاهيم وقيم وتصورات وعادات وقدرة على التذوق، وبهذا تصبح الثقافة أساسية من صفات الإنسان، فالثقافة رؤية عامة إلى الحياة والمجتمع، تتجسد في السلوك الفكري والوجداني والأخلاقي والذوقي للإنسان، كما أن الثقافة أداة أساسية لتأصيل الشباب وترسيخ هويته الوطنية وحمايته من عوامل الضياع والتشتت.


أردت من تلك المقدمة التحدث عن أهمية المكتبة المنزلية ودورها في تهيئة عقول الأبناء ونفوسهم لخوض غمار المستقبل بكل ثقة وحماس، فكلنا نعلم أن الظروف التي نمر بها حاليا جعلتنا نقلل “الطلعات” تجاوبا مع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية لاحتواء ومنع انتشار “كرونا”، ورب ضارة نافعة كما يقولون، فالبعض استغل بقاءه في المنزل في القراءة والاطلاع على الكتب والمجلات التي تحتويها مكتبته المنزلية، وكما ذكرت، للمكتبة المنزلية أبعاد ودلالات على خريطة حياتنا وحياة أبنائنا، وقد دلت الكشوف والدراسات المعمقة على أن الأولاد الذين ينشأون في بيت تقدس القراءة وتهتم بالكتاب وتولي عناية خاصة بالثقافة يكونون أفضل من غيرهم “أشواطا وأشواطا”.


على الجانب الآخر هناك أولياء أمور لا يفرقون بين النور والظلمة، وتركوا أبناءهم في طاحونة الفراغ والثرثرة ودون استراتيجية مضبوطة، فهم بعيدون عن الإنتاج والإبداع، وقريبون من آفات الانحلال والتدهور والفوضى، وكأني بهم سعداء جدا بتعطيل المدارس وتوقف الدراسة، وصدق من قال إن الأمية في الحقيقة ليست مجرد جهل بحروف الهجاء، إنما هي تخلف حضاري وثقافي يترك الإنسان تحت رحمة التيارات الدعائية الوافدة ويحجب عنه كل جدارات المسؤولية، وكل إمكانية المشاركة.


بودنا أن يتسابق أبناؤنا على القراءة والحرص على تكوين مكتبة منزلية، أكثر من اهتمامهم بقتل وقت الفراغ في مشاهدة الأفلام والسهر حتى ساعات الصباح في أمور غير نافعة، وهنا تقع المسؤولية على أولياء الأمور الذين يملكون قوة التأثير في مجرى حياة الأبناء، فلابد من الاعتراف بأن هناك أولياء أمور لا يفهمون معين الثقافة، وهناك آخرون يريدون من الأبناء أن يكونوا أفسح معرفة، وأرحب حرية وإبداعا وتجددا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .