العدد 4172
الثلاثاء 17 مارس 2020
banner
الالتزام والمسؤولية الوطنية تجاه “فيروس كورونا”
الثلاثاء 17 مارس 2020

الالتزام لا يمكن حصره في أبعاد محدودة، وعلى المواطن أن يكون ملتزما بمجتمعه بمختلف الأوجه، والالتزام يستند إلى القناعة، أي أن الالتزام لا يأتي بصورة تلقائية أو عفوية، إنما يصدر عن قناعة وثقافة ومسؤولية وطنية خصوصا عندما يتجلى ذلك في خدمة الإنسان لوطنه والدفاع عنه.


يوم أمس الأول طالعتنا الصحف المحلية بخبر يقول (باشرت النيابة العامة التحقيق في بلاغ تلقته من إدارة الصحة العامة بقيام أحد الأشخاص الذين تقرر عزلهم بمخالفة إجراءات العزل المنزلي بمغادرته المنزل ومخالطته الغير، حيث بادرت النيابة باستجوابه، وفرضت تدابير الإقامة الجبرية عليه في الحجر الصحي التابع لوزارة الصحة، وتؤكد أنها ستتصدى بكل حسم في إطار القانون لكل من يتهاون في اتباع الإجراءات المفروضة من الجهات المختصة أو يعوقها بأية كيفية كانت).


لنعرف أن معنى الحرية في القديم والحديث كان مقيدا بحدود الفرد الاجتماعي، فالإنسان حر في تصرفه إلا إذا أدى تصرفه إلى إلحاق الأذى بغيره، ويقول “جون ستيوارت” إن الحرية التي نعدها جديرة بهذا الاسم هي العمل على بلوغ منفعتنا بأسلوبنا الخاص ما دمنا لا نحرم أحدا من منفعته هو أو نعوقه عن بلوغ هدفه، وعقب الفيلسوف الألماني هيجل فقال “إن الفكرة التي يحملها الناس في الغالب عن الحرية اعتباطية أو تعسفية، فإذا سمعنا من يقول إن الحرية هي القدرة على أن نفعل ما نريد، فإن مثل هذا القول لا يعني سوى فجاجة العقل”.


ما سبق ذكره يؤكد أن الالتزام بالقواعد والإجراءات التي تقرها الدولة الروح السامية والغاية العليا، فحين تصدر الأوامر لك بالعزل المنزلي وعدم الخروج، فهذا يعني أن الدولة رسمت لك حدودا لا يمكنك تخطيها، أما الاستهتار بالتعليمات والخروج من المنزل ومخالطة الغير، وفي الوقت الذي تحارب فيه الدولة “انتشار فيروس كورونا” على جميع الجبهات فهذا خطأ لا يغتفر وتهديد لحياة الناس، فالمسألة ليست أن تتصرف كما تشاء. كما تلتزم في عملك وفي رعاية أسرتك وحتى في دينك، التزم أيضا بتعليمات الدولة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية