العدد 4081
الثلاثاء 17 ديسمبر 2019
banner
المواطنة الحقة
الثلاثاء 17 ديسمبر 2019

أكثر ما يشغلنا كبحرينيين هو العمل في طريق عشق تراب هذه الأرض، وذلك من خلال جملة مساعينا التي تصب في المصلحة العامة، رافعين راية الوطن عالياً، كل في مجاله، وهذا العمل لا غبار عليه أبداً، لكن هناك أمر مهم جداً في هذا الشأن؛ وهو الكيفية التي يعبر فيها كل فرد، ليثبت من خلالها مساعيه لنهضة الوطن ونمائه، وبرأيي فإن الكيفية قد تحدد في أحايين كثيرة مدى عمق هذه المساعي ودلالاتها الإيجابية، بل ومردوداتها الحقيقية من حيث القوة والنسبة، فعلى سبيل المثال لا الحصر؛ المحافظة على الممتلكات العامة واجبة، يأتي مردودها الإيجابي علينا جميعاً، نحن وإخوتنا وأبناؤنا وأصدقاؤنا، وبالتالي المجتمع كافة، وتتجسد المواطنة الحقة في الحفاظ المطلق على هذه الممتلكات، أما أن يعبث البعض في نظافة ونضارة الممتلكات والأماكن العامة، ويأتي آخرون من أصحاب الغيرة والولاء على وطنهم يصلحون ما أفسدته تلك القلة النادرة، فهذه ليست الوطنية التي ينشدها الوطن من أبنائه، كما أن تنظيف السواحل ومدرجات الملاعب الرياضية ليس ما ينشده الوطن منا كذلك، بل أن نبقي هذه الأماكن جميلة بمحياها من الأساس دون تعكير، فهي المواطنة الحقة التي ينبغي أن نؤسس ونؤكد على اتسامنا بها، كما أنه ليس لسطوة القانون أي تأثير على أفراد ينتهجون هذا النهج السامي ويدركونه ويقتنعون به، بل الوازع الوطني الدافع الحقيقي؛ لأنهم يدركون ويؤمنون بالالتزام بالسمات التي شكلت هويتنا كبحرينيين على مدى السنين، وقس على ذلك الكثير، ومنها الأمانة في تأدية الأعمال، والقضاء على الفساد المالي والإداري، وطغيان الإحساس بالمسؤولية لدى كل فرد مسؤول عن نفسه، أو أهله، أو جماعته، أو منطقته، وبالمحصلة وطنه، فكل هذه الجهود بالكيفية التي لا تعتمد كلياً على تصحيح أخطاء الآخرين، هي التي تؤكد بالفعل والوضوح التام الحب والانتماء والبر بهذا الوطن الغالي، وكل شيء وأي شيء يطبق أو ينفذ على هذا النهج يكون أولاً وأخيراً لصالح الوطن وأبنائه كافة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية