العدد 3821
الإثنين 01 أبريل 2019
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
الصعود‭ ‬إلى‭ ‬الأسفل‭...‬
الإثنين 01 أبريل 2019

قد يثير العنوان التساؤل، وربما يتجاوز حدود التساؤل ليصل إلى الاستغراب، ولكني أستطيع القول إنه - أي العنوان - هو محاولة لتفسير، ولا أقول ترجمة، للمصطلح الإنجليزي “to be kicked up”، الذي هو موضوعنا.

هذا المصطلح يستخدم أحيانًا ويطبق في بعض المؤسسات كحل آني ومؤقت لمشكلة قد تطفو على السطح وتؤثر على الإنتاجية وأساسها عدم تجانس أو عدم قدرة أحد كوادرها التنفيذيين على مسايرة تنفيذ متطلبات تحقيق رؤيتها أو لأسباب أخرى.

والآن يمكننا أن نطرح هذا السؤال: كيف يكون الصعود إلى الأسفل وبعبارة أخرى كيف يطبق ذاك المصطلح؟ إليك سيدي القارئ هذا الموقف، وربما صادف بعضنا مثله خلال حياته العملية، والموقف يجيب على ما سلف من تساؤل.

يوسف على هيكل الإدارة التنفيذية، وهو معروف بحماسه الشديد، وأحيانًا المنفلت، في أداء مهام منصبه، كما هو معروف أيضا بحديثه المستمر عن الإنتاجية، وطالما دفعه ذلك الحماس، وفي أحايين كثيرة، إلى تقديم اقتراحات وأفكار غريبة وبعيدة عن ترجمتها إلى الواقع.

هذه الأفكار والاقتراحات وهذا الحماس الذي لا تصاحبه أي إنتاجية ملموسة في الغالب، رغم حديثه المستمر عنها، هذه السلوكيات مجتمعة بدأت تسبب إزعاجًا للإدارة إضافة إلى أنها بدأت تؤثر سلبًا على جهود زملائه في التركيز على تحقيق أهدافهم.

هذا الأمر دعا مجلس الإدارة إلى اتخاذ قرار “بترقيته”، وهي ترقية من نوع آخر يتحدث سكوت ادم عن أسبابها فيقول “إن الغالبية من العمالة غير الفاعلة يتم تحريكهم وبصورة منتظمة إلى وظائف ومناصب أخرى يمكن أن يحدثوا ضررًا أقل من لو ظلوا على وظائفهم ومناصبهم الحالية”. انتهى.

الترقية في مثل بعض هذه الحالات تسمى الصعود إلى الأسفل كما يقول بعض الاختصاصيين، فهي في الظاهر مسميات وظيفية لامعة وجاذبة وثقيلة الوزن مثل: نائب الرئيس التنفيذي للدراسات الاختصاصية والبحوث الميدانية الدقيقة أو المستشار التنفيذي لمجلس الإدارة للتطوير النوعي والذكاء الاصطناعي واللوجستيات.

هذا في الظاهر، أما في الباطن فالحقيقة هي أنها مسميات لمناصب ربما تكون في الغالب منزوعة الصلاحيات وخاوية المحتوى، فهي في الواقع تكاد تكون محطات ترانزيت ينتظر صاحبها القطار الذي سينقله إلى واحة التقاعد الهادئة. ما رأيك سيدي القارئ في هذا المصطلح وهل شاهدته يطبق على أرض الواقع؟ وهل تجده الحل الأمثل؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .