العدد 3778
الأحد 17 فبراير 2019
الذكاء الاصطناعي ما له وما عليه
الأحد 17 فبراير 2019

هل سيغدو الذكاء الاصطناعي البديل الأوفر للثورة المعلوماتية القادمة؟ سؤال يطرح نفسه بقوة، خصوصا مع تغلغل الروبوت في مناحي الحياة وتواجده في المصانع وغرف العمليات ناهيك عن غرف القيادة والتحكم عن بعد، حيث تؤكد المؤشرات أن نسبة الخطأ تقلصت بشكل مضاعف في معظم المهمات التي يقوم بها الروبوت.

في معظم الندوات أو المحاضرات التي يتم فيها الترويج للذكاء الاصطناعي يباشر معظم المتحدثون تأكيدهم بوجوب تواجد الإنسان جنبا إلى جنب مع الآلة لتفادي الخطأ والحصول على أقرب نسبة من الكمال، إلا أن المخاوف تتجه نحو استعاضة كاملة للآلة عن الجنس البشري، وهو ما ينبئ بكارثة حقيقية إذا ما نجح هذا التسلل السريع للذكاء الاصطناعي في إقصاء البشر جانبا والاعتماد الكلي عليه.

لماذا هذه المخاوف بالتحديد؟ والإجابة هنا تكمن في أن البشرية متفاوتة الذكاء والمهارة، لذا فإن الذكاء البشري نستطيع توجيهه وتلمس قدراته غالبا في ناتج ما يقوم به كل فرد على حدة، لذا تجدنا مختلفين في الميول والتفكير والإبداع والإنتاج، أما ما يقدمه الذكاء الاصطناعي حاليا فهو ناتج معطيات وكم كبير من التجارب الحقيقية التي وصل لها البشر وقدموها كاملة للآلة لتقودنا نحو حسابات بنتائج صحيحة لا يشوبها الخطأ في أغلب الأحيان كما يؤكد الخبراء، وهو ما يقودنا حتما نحو هذا التوجه الذي يسعى إلى استبدال حقيقي للعنصر البشري وفنائه.

 

ومضة:

لا أبالغ عندما أستخدم مصطلح (الفناء) فأية بطالة ستطالنا بعد هذا الإحلال والاستبدال الذي سيعمل على تدن واضح في المهارات الإنسانية؟ وإذا ما أشرنا هنا إلى وقوع نسبة خطأ ولو ضئيلة من نتاج الآلة من سيكون المحاسب عليها ومن يتحمل ارتكابها. أعتقد أن عصر الذكاء الاصطناعي بحاجة إلى بحوث حقيقية تقودنا نحو خارطة طريق حقيقية في كيفية استخدامه والتعامل معه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية