العدد 3757
الأحد 27 يناير 2019
مجالس النساء
الأحد 27 يناير 2019

يغلب طابع الأحاديث المطاطية على مجالس النساء اللاتي اعتدن الالتقاء صباحا أو عصرا على فنجان من الشاي أو قهوة مصاحبة للحلويات، والكثير من قصص القيل والقال، خصوصا بين النساء اللاتي لا تعملن أو قضين وقتا كافيا في التربية وحان الوقت لهن للاسترخاء وتبادل الأحاديث.

هكذا تبدو الصورة النمطية عن جلسات النسوة عند الأغلبية، إلا أن هذه الصورة تكاد تنقرض أو تكون مقننة جدا مع ما تعيشه المرأة الآن من عصر ذهبي وانشغال بامتياز أزاح عنها صفة الثرثرة، إلا عن القليلات اللاتي تتبعن الغير عن إعجاب أو حسد أو ما شابه.

إن ما نعيشه اليوم من عولمة جبارة يحتم على الجميع الانتباه إلى ما هم عليه في محاولات متكررة لعبور طريق قد يكون خط لنفسه منذ نعومة أظافره دون الالتفات يمينا أو يسارا، ذلك أن في هذا الالتفات مضيعة للوقت وعثرة مخبأة قد تحيدك عن الطريق المنشود.

وقد وجدت كثيرات يتفقن معي في سلك ذلك المفهوم الجديد بعيدا عن الصور النمطية التي كانت توسم بها النساء سابقا، وكدليل قاطع على دحض هذه الصورة باتت النساء حاليا تتباهين بأعمارهن كون العمر دليلا حقيقيا على مدى الإنجاز والعطاء، والحق يقال إنني من اللاتي يجدن متعة في كتابة تاريخ ميلادهن كونه يعني الكثير من القصص والحكايات والتجارب والمعرفة، فلا فائدة حقيقية من انتقاص سنوات العمر التي جلبت لنا الحكمة والهدوء والثبات.

في صور أخرى ترى كثيرات منهمكات في تحقيق حلم راودهن منذ الطفولة أو أخريات غارقات في قراءة منعطفات حياتية مررن بها في محاولة للتحليل ورصد نتائج معينة، قد تساعدهن على الانتقال إلى محطة قريبة تصل بهن إلى حيث السبيل.

لقد سئمت المرأة وسمها بما لا يمت لها بصلة حتى تلك التي تستمع إلى ما تثرثر به الأخرى فهي تستخلص قيمة مفيدة من قصة ممتعة تمتمت بها إحداهن أثناء ارتشافها القهوة الساخنة التي باتت تحتاج إلى بعض الوقت لكي تبرد قبل تناولها.

 

ومضة: لا عزاء للمتشبثات بالصورة النمطية للمرأة سوى أنها تضيع الكثير من وقتها وجهدها في رصد ما وصلت له الأخريات دون تحريك ساكن في مشهد درامي يملؤه البؤس والهزيمة والشقاء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية