العدد 3758
الإثنين 28 يناير 2019
banner
تصور‭ ‬الحياة‭ ‬بلا‭ ‬طموح‭!‬
الإثنين 28 يناير 2019

سألت الشاب الذي يعمل معي مساعدًا في وظيفة مراسل إذا كان راضيًا عن وضعه المهني أم يمكننا العمل معًا لوضع برنامج تدريبي له يؤهله للترقي إلى وظيفة أعلى.

اعتدت أن أسال هذا الشاب ذاك السؤال كل شهر أو شهرين ويكون جوابه المعهود: أنا راضٍ عن وضعي ولا أريد الالتحاق بأي برنامج تدريبي. هذه المرة كنت صارمًا معه بعض الشيء، فقد أخبرته بأنه إذا لم يواصل دراسته حتى ينهي المرحلة الثانوية سأقوم بإبلاغ الموارد البشرية بعدم حاجتي إليه. ورد الشاب وبصوت مضطرب: يكفي أني انهيت المرحلة الإعدادية. أنا راضٍ عن وظيفتي والتي كانت وظيفة والدي في هذه المؤسسة سابقًا وأعطيت لي بعد تقاعده. أرجو أن تتفهم هذا.

يقول أحد خبراء الإدارة ’’عندما تؤمن بشيء، اعلم أن لديك ما تعيش من أجله، وهذا يساعدك في المضي قدمًا حتى في أحلك الظروف‘‘، والعكس صحيح فالحياة الفارغة من أي هدف هي حياة باهتة مملة لا معنى لها، يصبح فيها الإنسان جامدًا ومهزومًا وخاملًا يعيش يومه كما عاش أمسه وسوف يعيش غده. هذا الإنسان حرم نفسه من نعمة التفكير فأفقده هذا المعنى الحقيقي للحياة وهو الطموح. هكذا كان حال ذلك الشاب وهكذا كان التوجه الذهني (attitude) لديه.

تذكرت وأنا أعرض لك، سيدي القارئ، موقف الشاب حكاية كانت قد قرأتها قبل فترة وهي تكاد تماثل ذلك الموقف. الحكاية تقول إنه كاد هناك شخص يصطاد سمكًا وكلما اصطاد واحدة أعادها إلى المياه. هذا التصرف الغريب دفع أحدهم ليسأله عن السبب. جاء الجواب أكثر غرابة من التصرف ذاته، فقد أجاب الشخص وبنبرة جادة وواثقة: أنا أرمي السمك الذي يكون حجمه أكبر من سعة مقلاتي هذه فأنا أريد سمكة بنفس مقاس هذه المقلاة التي ورثتها عن أبي والذي ورثها هو عن أبيه!

إنني أؤمن أن الطموح يحمل مفاتيح معنى الحياة! مارأيك سيدي القارئ؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية