كل عمل صحافي يجب أن يكون عملا عدائيا بالدرجة الأولى، يقلق ما تعود عليه الناس من أفكار، ويخرج عن المألوف وعن الموروثات والقوالب الصحفية الروتينية والمملة، ومع هذا يجب أن تكون الكلمات التي تكتب من خلالها هذه الأعمال كلمات تؤمن بالتغيير، بل تؤمن بالتنوير.

من هذا المنطلق بدأت في إعداد وكتابة تحقيق تحت عنوان “أزمة الجثث المتعثرة”، وهو التحقيق الفائز بجائزة سمو رئيس الوزراء للصحافة عن أفضل تحقيق نشر في العام 2017 بالصحافة المحلية.

“البلاد” أخرجت أزمة الجثث المتعثرة من ثلاجات الموتى إلى الهواء الطلق لتنذر وتعلن للجميع أن ثمة مشكلة يجب أن توضع لها الحلول على وجه السرعة.

كل هذا الجهد أثمر بحصول البلاد على جائزة سمو رئيس الوزراء كأفضل تحقيق صحفي وكذلك حصولها على جائزة سمو رئيس الوزراء لأفضل عمود صحفي، وكل هذا التميز جاء ليتوج جهود جبارة بذلها كل العاملين في الصحيفة، لتنال “البلاد” التاج الذي كانت تشتهيه من يد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله ورعاه.

حقيقة تقال أن سمو رئيس الوزراء هو الظل الظليل للصحافة والعاملين فيها وهو دائما ما يصبغ صاحبة الجلالة بمفردات معاني التقدير والاحترام المتجددين لقطاع الصحافة والدور الذي تنهض به على جميع المستويات في ظل النهضة الحديثة التي تشهدها البحرين إنسانا ووطنا وكذلك الدعم المتواصل وانفتاح سموه بكل ما له علاقة بالصحافة وما ينشر فيها عبر مختلف المساحات والزوايا وما ينشر فيها من يوميات اجتماعية.

ويأتي تكريم سمو رئيس الوزراء للصحفيين وغيرهم من الكتاب ليؤكد على معانٍ كبيرة لعل أهم مظاهرها أن الصحافة وما تعني به من دور على الصعيد الوطني هي شريك فاعل ومؤثر في البناء على تلك القيم الراسخة في المنظومة التنموية التي محورها الإنسان وغايتها الأمان لمواصلة النهضة الثقافية والمعلوماتية التي أرسى قواعدها سموه وبالذات بعد أن دخلت البحرين مرحلة نهضة الصحافة اليومية في زمانها ومكانها.

وأن تكريم سموه للصحافة المحلية يعطيها دفعة قوية للمضي في أداء رسالتها المتطورة في ظل الاهتمام اللا محدود الذي توليه القيادة عبر المفردات الدستورية والقانونية لحماية حرية الرأي العام والتعبير؛ لكي تؤدي رسالتها السامية على أكمل وجه وهي سنة حميدة جبلت عليها البحرين باعتبارها بلد الأسرة الواحدة.