العدد 3002
الإثنين 02 يناير 2017
banner
عام جديد... فهل يشدو لنا الأناشيد؟!
الإثنين 02 يناير 2017

لا أجيد دور القابلة التي يجيد فنها المنجمون في توليد العام الجديد وفق شعوذتهم وتنجيمهم لمصير العباد والبلاد، لكن كوني لا أزال على قيد الحياة والإنسانية، لي تطلعات وأمنيات أتمنى من العلي القدير أن تبصر النور في العام 2017. كل عام أضع سورا مسيجا مع ولادة السنة؛ لكي لا تتسلل أي فكرة أو قضية سلبية تعكر صفو العام الجديد منذ نعومة أظفاره وريعان أيامه، لكني أعترف بأني أفشل سنويًا في تمكين وتحصين هذا السور عن بعض الأحداث والقصص التي تمتلك جناحين وتستطيع الطيران لتسافر عبر الزمن من عام إلى عام. وكعادتي عند كل نهاية سنة، وقفت على دكة عام مضى لأستقبل عاما سيقدم، ورأيت ما رأيت في أوساط الأمم من إنجازات وخطوات تقدم علمي ونهضات اجتماعية وتأملت كثيرًا حال أمتي، فماذا رأيت. 

في الغرب لو أردنا أن نتحدث سيطول بنا المقام عن الحديث عن الإنجازات العلمية؛ لذلك سنسلط الضوء على حيز بسيط من إنجازاتهم العلمية، حيث قامت كلية الطب في جامعة ستانفورد بتجربة عملية مهمة، بحيث تم حقن الخلايا الجذعية مباشرة في أدمغة العديد من مرضى السكتات الدماغية المزمنة، وأظهر 18 مريضًا ممن خضعوا للتجربة تشافيًا كبيرًا من بينها حرية الحركة من جديد، ومن شأن هذا الاكتشاف أن يساهم في استعادة وظائف الحركة والكلام لمرضى السكتات والجلطات. بينما لو استعرضنا المشهد العربي، فلن نجد غير تلك البقع السوداء الفاقعة ممثلة في داعش وأخواتها الذين رصفوا الشوارع بالدم، وخربوا الأوطان بمعاول الهدم، وزرعوا الدروب بالرعب، هل تحبذون المقارنة بيننا وبين الآخرين من الأمم، لا وجه للمقارنة.

لنأخذ الناعم في الأمة التي على نمط استهلاكها أتت اختراعاتها في العام 2016: أعلى شجرة كرسميس مرصعة بالألماس بقيمة 11 مليون دولار، أكبر كيس شاي في العام، أكبر صحن فتوش (...) وقس على ذلك.

وأما على الصعيد الشخصي والعائلي، فإن أجمل الأيام عشناها خلال العام الماضي وننتظر أن نعيش أياما جميلة في بحر هذا العام، وإن غدًا لناظره قريب. وعلى مستوى الزمالة المهنية، فإن الحديث يطول ويطول ويطول لو أردنا أن نحصي أجمل الساعات وأحلاها التي قضيناها مع إخوان أعزاء كرماء من أمثل راشد الغائب، وعمر الجابر، وعلي هلال، وغيرهم مما لا يتسع المجال لذكرهم الذين تجمعني معهم كل يوم جمعة من كل أسبوع جلسات موائد البلع السمكية.

وأخيرا، سلام إليك يا وطني ما سطعت شمس وأضاء قمر، سلام ينحني لكبريائك وفي حضرتك يحلو السلام، وسلام عليك يا وطني كل ما يبزغ فجرًا ويأتي فجرًا ويضيء فجرًا.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية