في المطبخ الإقليمي كانت إيران تطبخ وجبات دسمة للبحرين محشوة بالسم. كانت تسعى لتسميم هذا البلد بصور شتى حين أصابها الغرور والنرجسية والانتفاخ الأنوي.
منذ انتصارها وهي تحاول تخريب كل شيء جميل، ويوم تقلد جلالة الملك الحكم في البحرين، ورأت بوادر مشروع إصلاح، ازدادت شراستها إما بالتضليل الإعلامي أو التشكيك بالميثاق أو بالنفخ في نار الوقيعة بين الطوائف.
اتضح ذلك جليا عند 2011 بعد ما يسمى بالربيع العربي. كانت تتاجر في مزاد الدم على مسالخ كذبها بحقوق الشيعة تارة، وبالفساد أحيانا وأحيانا كثيرة بمحاولات يائسة بتشويه صورة القيادة السياسية، كل ما تباكت عليه سقطت فيه لحظة أمام ما يسميه هيجل بمكر عقل التاريخ. مكر التاريخ بها، وإذا الشعب يخرج منتفضا على فسادها في بنوك مشهد من مدينة مقدسة محسوبة عليها، ثم تخرج بقية المدن، وتقوم داعية الحقوق بسحق الحقوق، ثم الصدمة الكبرى هو انتفاضة الشعب في المطالبة برحيل ولاية الفقيه بكل طاقمه وأشخاصه ورموزه، صور تمزق وتحرق تحمل دلالة رمزية على كفر الشعب الإيراني بالحكومة ونظريتها وكل مشاريعها.
إيران سعت جاهدة لضرب الخليج بمحاولات يائسة لتشويه صورة ملوكه وشيوخه بالإعلام المضلل، وبالتباكي على حقوق الشيعة، وإذا بها تقع في كيدها، والفارق بين الصورتين أن في إيران خرج الشعب تلقاء نفسه كافرا بالحكم الديني عائدا للحضارة.
التاريخ بمكره جعل ملك البحرين يصبر ليرى نهاية صبره وتحمله لكل ما فعلته إيران بالبحرين، أن يراه بأم العين كيف تتجلى آية كريمة ((ولا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ)).
ما حدث في إيران هو بداية لمسلسل تمرد قادم؛ لأن الإيرانيين تعبوا من الديماغوجية الكهنوتية الدينية، وكفروا من حكم الاستبداد الديني، وتعملق السلاح على التنمية.
السنون القادمة حبلى بالمفاجآت في إيران، وما حدث ما هو إلا شرارة بداية لاحتراق المسرح، وتغير الممثلين.