المجد لك، وأنا ملك جبال، تخط أسطر فكر، سحائبها نقاط بيضاء مزن، يراعها تاريخ أبيض، وصفحتها قوس قزح لخريطة فعل خضراء، وكاتبها ملك تاج.
قلم صاحب الجلالة في حضرة صاحبة الجلالة (الصحافة) ملك أبحر باكرا في مواجهة العاصفة، عاصفة (ربيعهم العربي) أكلت بأسنانها أجزاءً كبيرة من خارطة الشرق الأوسط.
سقطت ليبيا واليمن والعراق كقطع من مبنى كبير وسط حرائق إقليمية مشتعلة، ومدبرة، اشتعل بعضها بجزء من خريطة البحرين، لكن وكعادتها البحرين تعيد بناء ذاتها بذاتها، استدعت القبطان، تحدى الإعصار، روض الموج، ولجم المحيط، فضحكت السفينة، ورقص الشاطئ.
الملك حمد لا يعرف السكون، فلا شيء في قاموسه السياسي ثابت إلا التحول. كانت معركته تذليل خرائط، ولي عنق إعلام ماكر، وكما أوكسجين الحقيقة لا يعرف غضب الشقوق أو اكفهرار الأسوار، اقتحم لوس انجلوس معقل الثقافة، وصروح الأديان، وزع عليهم كتابه، روايته، وقصيدته البحرينية التي لا تشبه إلا نفسها في التسامح.
زرع وجوده في قلب الولاية، فأقام تظاهرة ثقافية في لوس انجلوس، أسكت الصحافة، أخجل وزير خارجية ترامب (ريكس تيلرسون) مما رآه أصحاب القرار في واشنطن عن حقائق تاريخية بحرينية في التسامح.
زرع الرجل أحجارا كريمة في التسامح لا تقل أهمية من أصالة لؤلؤ تاريخ البحرين. وكانت أرقام الملك كفيلة بإذابة كل الأسطوانات المشروخة، ترد عليها مئات المساجد للسنة والشيعة، و19 كنيسة ومعابد تزين البحرين.
لم يكتف بذلك من انتصاره في معركة الإعلام والإعلان عن الوثيقة، ومركز الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي، بل راح بفرض منطقه، وقلمه يترجل عن صهوة الكلمة لينسج مقالا في صحيفة (الواشنطن تايمز) بمقال يؤسس توجها جديدا بأن تكون البحرين في الفعل بدلا من سنين في رد الفعل.
تحدث فيه عن تاريخ بحريني من فسيفساء التعايش بين الأديان في البحرين، بل أبحر أكثر ليعطي تصورا كونيا أن السلام لا يكون إلا بالتنوع الحضاري.
تعلمنا من التاريخ أن كبارا يخافون القلم إلا رجل المعادلات الصعبة، قلب الصورة في نظرية (هيجلية) تستدرج التاريخ لتثأر من مكر التاريخ بمنطق الضوء، إنه إذا كان ثمة كبار في التاريخ يخافون القلم، فهناك كبار هم يصنعون قلمهم الخاص بهم، ليعطوا دروسا في (الانتلجنسيا)، ويمنحوا الصحف نظريتهم في الوجود، وفلسفة الحياة في مواجهة صخرة (الديماغوجية) العالقة بالزمن انسداد تاريخ، وعطش جهل، وانتحار أمنيات.
هم الكبار، رهانهم على تغيير الواقع وتغيير طلائه، ولون ديكوره العتيق، بشعار غاندي ((كن التغيير الذي تريد أن تراه في العالم)) ذاك حمد، وتلك هي صحيفة (واشنطن تايمز) عندما يكون قلم صاحب الجلالة (واثق الخطوة يمشي ملكا) على السجادة الحمراء لصاحبة الجلالة الصحافة.