العدد 3216
الجمعة 04 أغسطس 2017
banner
قطر تشاهد الأمر مقلوبا
الجمعة 04 أغسطس 2017

دول الخليج تجتاز مرحلة دقيقة وخطيرة، والأحداث السياسية تتلاحق بسرعة غير عادية، ولكن الأمر غير المنطقي هو التعنت القطري والاستمرار في فتح أبواب النفوذ الإيراني والصهيوني سياسيا واقتصاديا وثقافيا والتعاون والتنسيق الأمني معهما في سبيل القضايا الاستراتيجية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول. وهناك ساحة أخرى بدرجة ثانية من الأهمية حين أعلن وزير الدفاع القطري خالد العطية “أن الحوار السبيل الوحيد لإنقاذ مجلس التعاون الخليجي” وهذه إشارة واضحة إلى أن قطر تشاهد الأمر مقلوبا ويتزايد عندها تأثير الخروج من مجلس التعاون تحت ضغط “الفضيحة” والارتماء في أحضان الأنظمة والدوائر الإيرانية والتركية والصهيونية، وهو الأمر الذي أصبح معروفا.

مشكلة قطر أنها تدير ظهرها للإشكاليات التي سببتها لجيرانها وتواصل السير على خطى التنظيمات السرية وتتكئ على أوهام وصفقات فاشلة ليس لها أي معنى إلا توسيع قاعدة الهدايا والعطايا كما فعلت قبل أيام حين عقدت صفقة بـ 6 مليارات يورو لشراء قطع بحرية من إيطاليا اعتبرها محلل عسكري سعودي حسب العربية أنها صفقة لا قيمة لها باعتبار أن لا أحد يهدد قطر وهي أصلا دولة ليس لها أي ثقل في المنطقة من جميع النواحي.

بعد توالي فشل الوساطات بسبب التعنت القطري والنزول إلى أدنى مراتب الوعي السياسي ولعب أدوار مشبوهة والانسجام التام مع تنظيم الإخوان، ستكون قطر غير قادرة على تحمل أعباء ما ستقوم به الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، فالطريق طويل وهناك قائمة عريضة من العقوبات قادمة لا محالة، فدراسة الوضع الراهن تشير إلى حقيقة مرعبة وظروف صعبة جدا في انتظار الدوحة طالما بقيت الممارسات العدائية تتفاقم في الخفاء والعلن بقيادة مهندسيها وطالما بقي أيضا الحبل السري بين قطر والتنظيمات الإرهابية موصولا.

الطريق أمام قطر طويل ومتعرج بينما هو قصير وواضح أمام الدول الأربع التي عملت بهمة ونشاط ولا تزال في إبعاد الشعب القطري الشقيق عن أي ضرر بسبب طبيعة تصرفات حكومته والأخطاء والسلبيات التي لا حصر لها والانحراف الذي وقعت فيه، كثيرة هي الكلمات التي يمكن أن تقال في هكذا وضع ولكنني سأختصرها بـ “الله يعين الشعب القطري”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية