العدد 2926
الثلاثاء 18 أكتوبر 2016
banner
التواجد العسكري الروسي في سوريا
الثلاثاء 18 أكتوبر 2016

في 7 أكتوبر الجاري، صادق مجلس النواب الروسي (الدوما) على نشر وحدات من القوات الجوية الروسية على أراضي سوريا بشكل دائم، وذلك بناء على اتفاق بين موسكو ودمشق، لتضاف إلى شبكة واسعة من القواعد العسكرية الروسية كتلك الموجودة في أبخازيا وكازخستان وأرمينيا وبيلا روسيا وقيرغيزيا، وطاجيكستان ومولدافيا وأوسيتيا الجنوبية، بل تمتد هذه القواعد إلى خارج الفضاء السوفيتي حيث توجد قاعدتا حميميم وطرطوس في سوريا، وقاعدة كمران البحرية بفيتنام.
الخطوة يعتبرها البعض ضرورية لاستعادة روسيا دورها كدولة عظمى والعودة إلى ما كان عليه الوضع في ظل الحرب الباردة التي استمرت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى نهاية التسعينيات من القرن الماضي وسادتها سمة توازن الردع النووي بين القوتين السوفيتية والأميركية.
ففي حديثه لقناة الجزيرة، أكد مستشار الأمن بمجلس الدوما الروسي ألكسي بلوتنيكوف أن قرار إعادة تشغيل قاعدة طرطوس البحرية في سوريا قرار استراتيجي لحماية أمن ومصالح روسيا في منطقة الشرق الأوسط، ولمواجهة محاولات الغرب الهيمنة على المنطقة، مشيرًا إلى أن هذا القرار جاء متأخرًا لأن  قوات الناتو متواجدة على تخوم روسيا منذ سنوات ما كان يفرض هذا التحرك.
كما قال السيناتور “إيغور موروزوف” أحد أعضاء لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد (المجلس الأعلى للبرلمان الروسي)، إن القرار بنشر قاعدة بحرية روسية في طرطوس، سيعني زيادة عدد السفن العسكرية الروسية في المنطقة، وتعزيز قدرات روسيا العسكرية ليس في سوريا فحسب، بل في الشرق الأوسط والبحر المتوسط بشكل عام.
 وأوضح الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة للأسطول الحربي الروسي الأميرال فيكتور كرافتشينكو أن نشر القاعدة الروسية الجديدة في طرطوس يرمي إلى تحقيق أهداف جيوسياسية، بالإضافة إلى الأهداف العسكرية المباشرة، وأن مهمة القاعدة العسكرية البحرية تشمل حماية مرفأ السفن والبنية التحتية في هذه المنطقة بالكامل، وهو أمر يستوجب عنصر الدفاع الجوي والدفاع المضاد للغواصات، بالإضافة إلى نشر مجموعة كبيرة من القوات البرية في القاعدة.
على الجانب الآخر، هناك من يشكك في جدية الخطوة الروسية ويراها بمثابة تكتيك جديد للضغط والظهور بمن يمتلك أوراقا عديدة عند الجلوس مع الجانب الأميركي أو دول الشرق الأوسط للتفاوض حول مشكلاتها وأزماتها وخصوصا تلك التي تتورط فيها روسيا بشكل مباشر مثل الأزمة السورية وبما يضمن مراعاة مصالح روسيا في المنطقة.
ويؤكد هؤلاء أن روسيا غير قادرة بوضعها الاقتصادي الراهن على تحمل أعباء التواجد العسكري الدائم بقاعدة طرطوس البحرية في سوريا، خصوصا أنها تئن الآن تحت وطأة التكلفة العالية لمشاركة القوات الروسية في الحرب الدائرة بسوريا، وأن روسيا بهذا الإعلان تمارس خداعًا للشعب الروسي ولدول العالم بأن روسيا في طريقها للعودة سريعا كقوة عظمى!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .